Extrapolations of Al-Sam'ani in His Book 'Interpretation of the Qur'an' and His Methodology in It
استنباطات السمعاني في كتابه «تفسير القرآن» ومنهجه فيها
Noocyada
المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كلية أصول الدين
قسم القرآن وعلومه
استنباطات السمعاني
في كتابه «تفسير القرآن» ومنهجه فيها
ت. ٤٨٩ هـ
رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في القرآن وعلومه
إعداد الطالب
فهد بن سعد القويفل
إشراف فضيلة الشيخ الدكتور
شريف بن علي أبو بكر
1 / 1
الأستاذ المساعد بقسم القرآن وعلومه
العام الجامعي:
١٤٣٢/ ١٤٣٣ هـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 / 2
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
الحمد لله الموفق لعباده المتقين، المنزل كتابه ليكون هدى وبشرى للمؤمنين، والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ثم الصلاة والسلام على من بعثه الله هاديا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد ...
فإن القرآن الكريم هو أعظم أبواب الهداية، وأجل سبل الفلاح، أنزله الله على عباده هدى، ورحمة، وبشرى، وضياء وذكرا للذاكرين.
جمع فيه سبحانه العلوم النافعة، والمعاني الجليلة الكاملة، وهو كتاب بحرُه عميق، وفهمهُ دقيق، وخزائنه ملأى، لا يصل إلى استخراج كنوزه، واستنباط علومه، إلا من تبحر في العلوم، وعامل الله بتقواه في سره وعلانيته.
وإن الاستنباط من القرآن الكريم علم جليل من علوم القرآن، وهو ثمرة لفهم كلام الله تعالى وتدبره.
وفي المعاني المتوصل إليها بالاستنباط هدايات قرآنية وعقدية، وفقهية، وأصولية، وتربوية ينتفع بها الناظر إليها والعامل بها.
وقد ظهر هذا العلم في عهد النبي ﷺ فكان للصحابة الكرام ﵃ استنباطات دقيقة من القرآن الكريم. وكذا كان لمن جاء من بعدهم من التابعين وتابعيهم ﵃، ومن ذلك حينما سأل أبو جحيفة ﵁ عليَّ بن أبي طالب ﵁: هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهمًا
1 / 3
يعطيه الله رجلًا في القرآن وما في هذه الصحيفة (^١). ومن هذا المنطلق عُرف بأن هذا الفهم قدرٌ زائد على معرفة موضوع اللفظ وعمومه وخصوصه.
واستمرت عناية العلماء بالاستنباط من القرآن فظهرت في تآليفهم المختلفة عموما، وفي تفاسير القرآن خصوصا، فالمتأمل في كتب التفسير يقف على استنباطات كثيرة عند المفسرين المتقدمين منهم والمتأخرين كلٌ بحسب ما يفتح الله عليه.
وإن جمع مواضع الاستنباط من القرآن عند أحد المفسرين المتقدمين ممن كان ذا شهرة عالية، ومكانة رفيعة فيه إبراز لهذا العلم من علوم القرآن من وجه، وفيه بيان لبراعة المفسر من وجه آخر.
لذا عقدت العزم - متوكلًا على الله مستعينًا به- على اختيار موضوع:
استنباطات السمعاني في كتابه "تفسير القرآن" ومنهجه فيها.
أهمية الموضوع وأسباب اختياره:
• القيمة العلمية لهذا الموضوع لتعلقه بعلم الاستنباط الذي هو علم من علوم القرآن وثمرة تدبر كلام الله تعالى.
• مكانة تفسير أبي المظفر السمعاني ﵀ بين كتب التفسير، فقد أودع فيه مؤلفه دررا حقيق بطالب علم التفسير الإفادة منها، حتى قال عنه حفيده أبو سعد السمعاني: " صنف التفسير الحسن المليح الذي استحسنه كل من طالعه ". (^٢) وقال عنه ابن خلكان: " له تفسير القرآن العزيز، وهو كتاب نفيس ". (^٣)،
_________
(^١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب: فكاك الأسير، حديث رقم (٢٨٨٢)، ٣/ ١١٠.
(^٢) الأنساب للسمعاني (٧/ ١٣٩).
(^٣) وفيات الأعيان لابن خلكان (٣/ ٢١١).
1 / 4
ووصفه ابن عماد في شذرات الذهب: بأنه تفسير جيد حسن. (^١)
• في دراسة موضوع الاستنباط تيسير لاستخراج الفوائد والأحكام من القرآن، وذلك بمعرفة الطرق الصحيحة التي يسلكها العلماء في استنباط الأحكام والفوائد والأسرار القرآنية.
• شهرة أبي المظفر السمعاني ﵀ ومكانته بين المفسرين، مع كونه على معتقد أهل السنة والجماعة، محاربا لأهل البدع والطوائف الضالة عامة، وللقدرية والمعتزلة خاصة، إضافة إلى تقدم عصره إذ كان ﵀ من علماء القرن الخامس الهجري ت ٤٨٩ هـ.
• في دراسة منهج أبي المظفر السمعاني في الاستنباط تأصيل قرآني لهذه الاستنباطات.
• أن دراسة " استنباطات السمعاني ومنهجه فيها " لم يسبق أن كتبت فيها رسالة علمية فأحببت أن أضيف بهذا العمل إلى المكتبة القرآنية جديدا ينتفع الناس به.
• أن الغالب فيمن تعرض للاستنباط فيما يختص بتخصص التفسير وعلوم القرآن إنما يتعرض بما هو متعلق بالاستنباطات الفقهية فقط، مع أن القرآن فيه الهداية في جميع علوم الشريعة المختلفة من الفقه والعقيدة والآداب والسلوك والتربية والدعوة، فلذا أحببت أن أبين شمولية استنباط هذا العالم الجليل - أبي المظفر السمعاني - في جميع هذه الجوانب لجميع علوم الشريعة وعدم اقتصاره على جانب واحد فقط.
• تتيح معرفة منهج السمعاني في استنباطاته وموازنتها باستنباطات المفسرين التعرف على مناهج وطرق العلماء في الاستنباط، وتسهم في بناء شخصية الباحث في هذا العلم من علوم القرآن.
• شرفه لكونه متعلق بتحرير مسائل القرآن، الذي هو من أشرف العلوم وأجلها، فشرف العلم بشرف المعلوم.
_________
(^١) شذرات الذهب لابن عماد الحنبلي (٣/ ٣٩٣).
1 / 5
أهداف البحث:
• إبراز مفهوم الاستنباط من القرآن ومعرفة منهج العلماء فيه.
• جمع استنباطات الإمام السمعاني ﵀ من القرآن الكريم من خلال تفسيره، ودراستها دراسة مقارنة ومن ثم الحكم عليها ومعرفة منهجه فيها.
• إبراز هذا النوع من علوم القرآن من وجه، وإبراز براعة المفسر فيه من وجه آخر.
حدود البحث:
جمع ودراسة استنباطات السمعاني في كتابه تفسير القرآن، وعددها مائة وأربعة عشر استنباطًا، وإنزال الجانب النظري عليها، مع بيان منهج استنباط السمعاني فيها.
الدراسات السابقة:
بعد البحث والسؤال في الأقسام المتخصصة بالجامعات السعودية، والمراكز العلمية تبين لي أن موضوع الاستنباط عند أبي المظفر السمعاني لم تسبق دراسته.
إلا أن هناك دراسات عنيت بتفسير أبي المظفر السمعاني دون إفراد استنباطاته بالبحث، وهناك أيضًا دراسات أخرى عنيت بدراسة الاستنباط استقلالًا أو دراسته عند غير واحد من المفسرين، دراسة نظرية تطبيقية.
1 / 6
فأما الدراسات التي عنيت بتفسير أبي المظفر السمعاني فهي:
• منهج الإمام أبي المظفر السمعاني في كتابه "تفسير القرآن"، عبد العزيز بن إبراهيم اليحيى، إشراف: أ. د. عبد الرحمن المطرودي، رسالة ماجستير، جامعة الملك سعود، سنة ١٤٢٤/ ١٤٢٥ هـ.
• الإمام أبو المظفر السمعاني ومنهجه في كتابه "تفسير القرآن"، سامية عطية الله المعبدي، ماجستير، كلية التربية للبنات بمكة المكرمة، ١٤٢٤ هـ.
• أبو المظفر السمعاني ومنهجه في التفسير، خالد عمر يوسف واصل، دكتوراه، جامعة أم درمان، السودان، ٢٠٠٦ م.
• منهج الإمام أبي المظفر السمعاني في الترجيحات من خلال كتابه "تفسير القرآن"، فهد سالم رافع الغامدي، إشراف: أ. د: أمين محمد باشا، ماجستير، جامعة أم القرى، ١٤٢٨ هـ.
ومما لا يخفى على المتخصص في الدراسات القرآنية أن هناك فرقا بين الترجيحات والاستنباطات:
فالترجيحات في التفسير: هي تقوية أحد الأقوال المحتملة في تفسير الآية على غيره، لما فيه من مزية معتبرة تجعله أولى من غيره، ولا يكون ذلك إلا في حال التقابل والتعارض.
أما الاستنباطات من القرآن: فهي استخراج المعاني الخفية من النصوص القرآنية الظاهرة بطريق صحيح.
• البغوي والسمعاني في تفسيريهما دراسة ومقارنة، محمد عبد الهادي حسن، شحات حسيب الفيومي مشرفًا أصيلًا، وأبو اليزيد حمامه مشرفًا متابعًا، العراق.
• علوم القرآن عند أبي المظفر السمعاني، غانم عبد الله الغانم، رسالة دكتوراه، جامعة الإمام، الرسالة قيد التسجيل.
1 / 7
• تحقيق تفسير السمعاني في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في عشر رسائل علمية هي:
أ- تفسير سورتي الفاتحة والبقرة لأبي المظفر السمعاني دراسة وتحقيق، عبد القادر منصور منصور، إشراف: د. محمد سيد عطية طنطاوي، رسالة دكتوراه، ١٤٠٢ هـ.
ب- تفسير أبي المظفر السمعاني تفسير آل عمران والنساء والمائدة تحقيق ودراسة، محمد حسن صالح شيخ إدريس، إشراف: د. عبد العزيز الدردير موسى، ماجستير، ١٤٠٦ هـ
ج- تفسير أبي المظفر السمعاني من أول سورة الأنعام إلى آخر سورة الأنفال تحقيق ودراسة، طلال بن مصطفى أحمد عرقسوس، إشراف: د. أبو بكر جابر الجزائري، دكتوراه، ١٤٠٧ هـ.
د- تفسير أبي المظفر السمعاني من أول سورة الرعد إلى أول سورة الأنبياء تحقيق ودراسة مع التعليق على هذه السورة ومقدمة عن اتجاهات التفسير في عصره، فاروق حسين محمد أمين،، دكتوراه، ١٤٠٧ هـ.
هـ- تفسير أبي المظفر السمعاني من سورة الأنبياء إلى آخر سورة الشعراء، قاري محمد إقبال فضل حسين، إشراف: د. عبدالفتاح سلامة، ماجستير، ١٤٠٧ هـ
و- تفسير أبي المظفر السمعاني من أول سورة النمل إلى آخر سورة الأحزاب، حافظ أبوالبركات حزب الله، إشراف: د. أبوبكر جابر الجزائري، ماجستير، ١٤٠٧ هـ.
ز- تفسير أبي المظفر السمعاني من أول سورة سبأ إلى آخر سورة فصلت دراسة وتحقيق، ثناء الله بووتو غلام، إشراف: د. محمد محمد سالم محيسن، ماجستير، ١٤٠٧ هـ.
1 / 8
ح- تفسير أبي المظفر السمعاني من أول سورة الشورى إلى آخر سورة النجم تحقيق ودراسة، محمد الأمين بن الحسين أحمد الشنقيطي، د. عبد العزيز بن محمد عثمان، ماجستير، ١٤٠٧ هـ.
ط- تفسير أبي المظفر السمعاني من أول سورة القمر إلى آخر سورة نوح تحقيق ودراسة، عبد البصير مختار حسين، إشراف: د. عبد العزيز بن محمد عثمان، ماجستير، ١٤١٠ هـ.
ي- تفسير أبي المظفر السمعاني من أول سورة الجن إلى آخر القرآن الكريم مع المقارنة بينه وبين البغوي والزمخشري، سليمان صالح بن عبدالله الخزي، إشراف: د. أبوبكر جابر الجزائري، دكتوراه، ١٤٠٧ هـ.
وأما دراسة موضوع الاستنباط بذاته لوحده أو عند المفسرين فقد سجل في رسائل علمية نوقش بعضا منها، وبعضها لا يزال قيد الإعداد.
الرسائل المناقشة:
• منهج الاستنباط من القرآن للدكتور فهد بن مبارك الوهبي رسالة ماجستير من جامعة الإمام لعام ١٤٢٧ هـ وهي دراسة عامة عن مفهوم الاستنباط وشموليته، وأقسام الاستنباط وشروطه، وطرق الاستنباط من القرآن، وأسباب الانحراف فيه.
• الاستنباط عند الإمام ابن عطية الأندلسي في تفسيره "المحرر الوجيز" دراسة نظرية تطبيقية، عواطف البساطي، إشراف: أ. د: أمين باشا، دكتوراه، جامعة أم القرى، ١٤٣٠ هـ.
• استنباطات الشيخ عبد الرحمن السعدي من القرآن الكريم عرض ودراسة، سيف
1 / 9
الحارثي، إشراف: أ. د: أحمد سعد الخطيب، دكتوراه، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ١٤٣٠ هـ.
رسائل قيد الإعداد والمناقشة:
أ- جامعة أم القرى: سجلت رسائل ماجستير في الاستنباط عند البغوي، ومحمد الأمين الشنقيطي، والشيخ ابن عثيمين. ورسائل دكتوراه في الاستنباط عند القصاب، والبيضاوي، وأبي السعود، وابن عاشور، والقاسمي، ومحمد أبي زهرة.
ب- جامعة الملك سعود: سجلت رسالة ماجستير بعنوان الاستنباط قواعده وتطبيقاته عند ابن العربي المالكي في تفسيره (أحكام القرآن).
ج- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: سجلت رسالة دكتوراه عن الاستنباط عند ابن جزي. للطالب علي النجاشي، إشراف الدكتور: يوسف الشبل.
د- استنباطات الشوكاني في تفسيره فتح القدير، جمعا ودراسة، للطالبة خلود بنت شاكر العبدلي، رسالة دكتوراه، جامعة الإمام، الرسالة قيد البحث والتسجيل.
فيتأكد مما سبق أن هذا الموضوع لم يفرد بالبحث، وأحسب أن إفراد هذا الموضوع من موضوعات علوم القرآن حري بالجمع والدراسة من خلال تفسير له مكانته القيمة والعالية كتفسير أبي المظفر السمعاني ﵀ إضافة أرجو أن يكون ضمن الجهود التي عنيت بهذا التفسير.
1 / 10
خطة البحث:
يتكون البحث من: مقدمة، وتمهيد، وبابين، وخاتمة، وفهارس.
المقدمة:
وتتضمن أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، وأهدافه، وحدود البحث فيه، والدراسات السابقة، وخطة البحث، ومنهج البحث.
التمهيد:
- مفهوم الاستنباط.
- التعريف بأبي المظفر السمعاني.
- التعريف بكتابه " تفسير القرآن ".
الباب الأول: منهج السمعاني في الاستنباط:
وفيه أربعة فصول:
الفصل الأول: الاستنباط باعتبار الموضوع.
وفيه خمسة مباحث:
المبحث الأول: الاستنباطات في علوم القرآن.
المبحث الثاني: الاستنباطات العقدية.
المبحث الثالث: الاستنباطات الأصولية.
المبحث الرابع: الاستنباطات الفقهية.
المبحث الخامس: الاستنباطات التربوية السلوكية.
1 / 11
الفصل الثاني: الاستنباط باعتبار ظهور المعنى وخفائه، وباعتبار الإفراد والتركيب.
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: الاستنباط باعتبار ظهور النص المستنبط، وخفائه.
المبحث الثاني: الاستنباط باعتبار الإفراد والتركيب.
الفصل الثالث: دلالات وطرق الاستنباط عند أبي المظفر السمعاني في تفسيره.
وفيه ستة مباحث:
المبحث الأول: الاستنباط بدلالة النص (مفهوم الموافقة).
المبحث الثاني: الاستنباط بدلالة المفهوم (مفهوم المخالفة).
المبحث الثالث: الاستنباط بدلالة الالتزام.
المبحث الرابع: الاستنباط بدلالة التضمن.
المبحث الخامس: الاستنباط بدلالة الاقتران.
المبحث السادس: الاستنباط بدلالة المطرد من أساليب القرآن.
الفصل الرابع: أساليب الاستنباط عند أبي المظفر السمعاني في تفسيره، ومميزاته.
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: أساليب الاستنباط عند أبي المظفر السمعاني في تفسيره.
المبحث الثاني: مميزات الاستنباط عند أبي المظفر السمعاني في تفسيره.
الباب الثاني: جمع ودراسة الاستنباطات عند أبي المظفر السمعاني في تفسيره من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس.
وفيه جمع الاستنباطات الواردة في "تفسير القرآن" لأبي المظفر السمعاني مرتبة حسب ترتيب الآيات المستنبط منها من أول سورة الفاتحة إلى آخر القرآن الكريم، ثم دراستها وتحليلها والحكم عليها.
1 / 12
الخاتمة:
وفيها أهم نتائج البحث وتوصياته.
الفهارس:
• فهرس الآيات القرآنية.
• فهرس الأحاديث والآثار.
• فهرس المعاني المستنبطة.
• فهرس الأعلام.
• ثبت المصادر والمراجع.
• فهرس الموضوعات.
منهج البحث:
سلكت في هذا البحث المنهج الاستقرائي التحليلي، وذلك وفق ما يلي:
- جمعت استنباطات السمعاني باستقراء كتابه تفسير القرآن.
- قمت بترتيب مواضع استنباطات السمعاني في تفسيره حسب ترتيب السور والآيات.
- إذا كان في الآية أكثر من استنباط أقوم بدراسة كل استنباط على حدة، ما لم تكن الاستنباطات مرتبطة ببعضها.
- اكتفيت عند تكرر بعض الاستنباطات بدراسة الاستنباط عند وروده لأول مرة مع الإشارة إلى مواضع تكرر الاستنباط.
- ذكرت استنباط السمعاني بعد ذكر العنوان المناسب له.
- درست جميع استنباطات السمعاني بذكر من وافقه أو خالفه في الاستنباط، مع بيان البراهين لأدلة الفريقين.
- بيان نتيجة الدراسة بعد المناقشة والترجيح.
1 / 13
- توثيق المادة العلمية على النحو التالي:
- كتبت الآيات القرآنية بالرسم العثماني، مع عزوها إلى سورها بذكر اسم السورة ورقم الآية.
- قمت بتخريج الأحاديث من مظانها، فإن كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما اكتفيت بذلك. وإن كان في غيرهما خرجته من مظانه، وحكمت عليه مستعينا بحكم العلماء.
- وثقت النصوص والأقوال المنقولة عن العلماء، مع الإحالة إلى مصادرها في الحاشية. فإن تصرفت فيه نبهت على ذلك في الحاشية.
- اكتفيت بجعل المعلومات الكاملة عن المصدر في ثبت المصادر لئلا تثقل حواشي البحث.
- قمت بترجمة للأعلام - عند ورود ذكرهم لأول مرة - عدا المشهورين، ومن كان حيًا من المعاصرين.
- قمت بالتعريف بالفرق والمذاهب والأماكن والبلدان.
- شرحت غريب الألفاظ والمصطلحات عندما تكون اللفظة مغلقة.
- وضعت فهارسًا فنية، لتعين القارئ على كشف مضامين البحث بسهولة ويسر.
1 / 14
التمهيد
ويشتمل على:
- مفهوم الاستنباط.
- التعريف بأبي المظفر السمعاني.
- التعريف بكتابه (تفسير القرآن)
1 / 15
مفهوم الاستنباط:
إن معرفة مفهوم الاستنباط يوضح لنا بجلاء ما يمكن أن يكون داخلا معنا في هذا البحث من عدمه، لذا وجب تبيين هذا المفهوم من دون إسهاب، وذلك بتعريفه اللغوي والاصطلاحي، ومدى شمولية الاستنباط من القرآن، وذلك ببيان أهميته لتعلقه باستخراج الحكم والفوائد من آيات الذكر الحكيم.
تعريف الاستنباط:
التعريف اللغوي: مأخوذ من النّبْط، والنّبْط هو الماء الذي يَنبِط من قعر البئر إذا حُفرت، وقد نَبط ماؤها، يَنبِط نَبْطًا ونُبوطًا، وأنْبَطنا الماء أي استنبطناه وانتهينا إليه، وإنباط الماء واستنباطه هو إخراجه واستخراجه، واستنبطت هذا الأمر إذا فكرت فيه فأظهرته. (^١)
قال ابن فارس: ومادة نَبَطَ تدور على أصل واحد، وهو استخراج الشيء. (^٢)
التعريف الاصطلاحي: هو استخراج الأحكام والمعاني الخفية، والفوائد العلمية من الألفاظ والنصوص بطريق صحيح، اعتمادا على القريحة الذهنية. (^٣)
وعليه فيكون الاستنباط من القرآن: هو استخراج ما خفي في النص القرآني من المعاني والأحكام والفوائد العلمية بطريق صحيح. (^٤)
_________
(^١) انظر: تهذيب اللغة (١٣/ ٢٤٩) - مادة نبط -، والصحاح (٣/ ١١٦٢)، مادة نبط،
وجمهرة اللغة (١/ ٣٦٢).
(^٢) مقاييس اللغة (٥/ ٣٠٤) - مادة نبط -.
(^٣) انظر: الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم (١/ ٤٨)، وإعلام الموقعين (١/ ١٧٢)، وكشف الأسرار للبخاري (١/ ٦٥).
(^٤) انظر: منهج الاستنباط من القرآن للدكتور فهد الوهبي ص ٤٥ بتصرف يسير، ومناهج الفقهاء في استنباط الأحكام للحبابي ص ٧.
1 / 16
وقد عرفه الدكتور مساعد الطيار: بأنه عملية عقلية تعتمد على قدرة المجتهد في استخراج الفوائد المترتبة على النص الشرعي. (^١)
وقد تعرض السمعاني لتعريف الاستنباط بمعنييه اللغوي والاصطلاحي عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ﴾. فقال: " والاستنباط هو استخراج العلم، ومنه النبط، وهم قوم يستخرجون الماء ". (^٢)
ثم سار السمعاني على وفق هذا المنهج مؤمنًا بقول الحق ﵎: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ معتقدًا شمولية هذا الكتاب العزيز لكل شيء من قوله تعالى: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾ فأصبح مفسرًا للآيات ومبينًا لمعانيها، ثم مستخرجًا لما تحمله بعض الآيات من الحكم والفوائد والعلوم، سواء أكان ذلك الاستنباط فقهيًا أو عقديًا أو أصوليًا أو غير ذلك من مواضيع الاستنباطات عنده، منوعًا ﵀ في طرق الاستنباط فتارة تجده يستنبط بطريق دلالة النص أو عن طريق المفهوم أو بطريق الالتزام، أو بطريق الاقتران أو غير ذلك من أنواع الطرق والدلائل كما سيأتي خلال الدراسة.
ومن هنا برزت أهمية الاستنباط، لأنه لا يخفى على ذي لب بعد معرفة معنى الاستنباط أن له أهمية عظيمة وكبيرة، كيف لا، وهذا الاستنباط يستخرج من كلام
_________
(^١) مقالة في الفرق بين التفسير والتأويل والاستنباط للدكتور مساعد الطيار ص ٨٤.
(^٢) تفسير السمعاني (١/ ٤٥٣).
1 / 17
الله سبحانه، حيث جعل الحكمة من إنزاله إعمال العقل والتفكر والتدبر في آياته بقوله: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾.
فرتّب تعالى التذكر على التدبر، فلا يتحقق تذكر ولا اهتداء إلا بعد التدبر.
كما أوْضح القرآن الكريم وأثبت أنّ التدبر والتفكّر من أدل الدلالات على وحدانية الله، وإذا ما تأمّل المرء في نفسه وفي الآيات حوله يرى من عجائب الآيات والبراهين ما لا يملك معها إلا التسليم ﴿وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا﴾.
والقرآن العظيم كثيرًا ما يثير العقل ويدعوه إلى التدبر ليصل إلى النتيجة فخاطبه بما يناسب عقله وفطرته بأدلة عقلية متنوعة.
ولقد برزت تلك الأهمية عند الحبيب ﵊، فلقد كان من هديه صلوات ربي وسلامه عليه دعوة أصحابه إلى إعمال أفكارهم.
ومن منهجه إثارة عقول أصحابه ودعوتهم لإعمال عقولهم بأساليب شتى، منها التمثيل من ذلك: ما أخرجه البخاري بسنده عن ابن عمر رضي عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني
1 / 18
ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله: ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت، ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: هي النخلة. (^١)
تم تتالت تلك الأهمية عند قدواتنا من الصحابة رضوان الله عليهم، ومن تبعهم من السلف الصالح، ولم يكن همهم حفظ الآية من القرآن، والوقوف على معناها فحسب، وإنما تمثلوا القرآن حروفه وحدوده في حياتهم وبحثوا عما وراء معنى الآية من اللطائف والفوائد والحِكم، والأحكام.
فبرزت أهمية الاستنباط وآكديته عندهم بعد أن علموا أن بعض الأحكام الشرعية طريق معرفتها هو الاستنباط، قال السمعاني ﵀ في آية الاستنباط مؤمنا بوجوب التدبر: "قال تعالى: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ فأمر بالاعتبار والاستنباط ... وأما الاستنباط هو استخراج المعنى المودع من النص حتى يبرز ويظهر ". (^٢) وقال النووي: (وقد قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ فالاعتناء بالاستنباط من آكد الواجبات المطلوبة، بأن النصوص الصريحة لا تفي إلا بيسير من المسائل الحادثة، فإذا أهمل الاستنباط، فات القضاء في معظم الأحكام النازلة أو في بعضها) (^٣)، وقال
_________
(^١) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب العلم - باب الحياء في العلم - حديث ١٣١ (١/ ٦١).
(^٢) قواطع الأدلة (٢/ ٩٢).
(^٣) شرح النووي لصحيح مسلم (١١/ ٤٩).
1 / 19
الجصاص: (فثبت بذلك أن من أحكام الله ما هو منصوص عليه، ومنها ما هو مودع في النص قد كُلفنا الوصول إلى علمه بالاستدلال عليه واستنباطه، فعلى العلماء استنباط أحكام الحوادث والتوصل إلى معرفتها بردها إلى نظائرها من المنصوص). (^١)
وبهذا وغيره يظهر لنا عيانا أهمية الاستنباط، والعناية به، وذلك لاتصاله بأشرف العلوم الذي هو كلام الله تعالى، رزقنا الله تدبره، والاهتداء بهديه، والنجاة بأنواع سبل الفلاح الموصلة إلى جناته.
_________
(^١) أحكام القرآن للجصاص بتصرف يسير (٢/ ٢٧٠).
1 / 20