وهذا جواب جيد سديد (١) ولكن لا يفهمه (٢) إلا من وفقه الله فلا تستهن به، فإنه كما قال تعالى: (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاه إلا ذو حظ عظيم) ﴿سورة فصلت، الآية: ٣٥﴾ .
وأما الجواب المفصل (٣) فإن أعداء الله لهم اعتراضات كثيرة على دين الرسل يصدون بها الناس عنه، منها: قولهم نحن لا نشرك بالله بل نشهد أنه لا يخلق ولا يرزق ولا ينفع ولا يضر إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا ﷺ لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا فضلًا عن عبد القادر أو غيره.
ــ
(١) ... قوله ﵀: "وهذا جواب جيد سديد" يعني قول الإنسان لخصمه أن كلام الله تعالى لا يتناقض، وأن كلام النبي ﷺ لا يخالف كلام الله، وأن الواجب رد المتشابه إلى المحكم، فهذا أجاب بجواب سديد أي ساد لمحله لا يمكن لأحد أن يناقضه، أو يرد ﵊ ما ينقضه لأنه كلام محكم مبني على الدليلين: السمعي، والعقلي وما كان كذلك فإنه جواب لا يمكن لأي مبطل أن ينقضه.
(٢) ... قوله: "ولكن لا يفهمه. . . . إلخ"
(٣) والجواب الأول كان مجملًا يرد به الإنسان على كل شبهة، ثم هناك جواب مفصل أي مميز بعضه عن بعض بحيث تدفع به شبهة كل واحد بعينها.