فلا يأتي صاحب باطل إلا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها، كما قال تعالى: (ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرًا) (١) ﴿سورة الفرقان، الآية ٣٣﴾ .
قال بعض المفسرين هذه الآية عامة في كل حجة ياتي بها أهل الباطل إلى يوم القيامة، وأنا أذكر لك أشياء مما ذكر الله في كتابه جوابًا لكلام احتج به المشركون في زماننا علينا (٢) .
ــ
(١) ... لا يأتي مبطل بحجة على باطله إلا وفي القرآن ما يبين هذه الحجة الباطلة، بل إن كل صاحب باطل أستدل لباطله بدليل صحيح من الكتاب والسنة فهذا الدليل يكون دليلًا ﵊ كما ذكر شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- في مقدمة كتابه درء تعارض النقل والعقل أنه ما من صاحب بدعة وباطل يحتج لباطله بشيء من الكتاب أو من السنة الصحيحة إلا كان ذلك الدليل دليلًا عليه وليس دليلًا له.
(٢) ... قال المؤلف ﵀ مستدلًا على أن الرجل الموحد ستكون له حجة أبلغ وأبين من حجة غير الموحد مهما بلغ من الفصاحة والبيان كما قال تعالى: (ولا يأتونك بمثل إلى جئناك بالحق وأحسن تفسيرًا (أي لا يأتونك بمثل يجادلونك به ويلبسون الحق بالباطل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرًا ولهذا تجد في القرآن كثيرًا ما يجيب الله تعالى عن أسئلة هؤلاء المشركين وغيرهم ليبين-﷿ -للناس الحق وسيكون الحق بينًا لكل أحد.
ولكن هاهنا أمر يجب التفطن له وهو: أنه لا ينبغي للإنسان أن