Explanation of the Three Fundamental Principles
شرح الأصول الثلاثة
Daabacaha
سلسلة منشورات مؤسسة شبكة نور الإسلام
Noocyada
وإرسال الرسل رحمة من الله للبشر ولولا ذلك لتخبطوا في الظلمات ولَمَا اهتدوا إلى الطريق القويم، ولكن رسل الله جاءت تترا واحد بعد واحد، أرسل الله نوحًا ثم هودا ثم صالحًا، وكان آخرهم خاتم النبيين محمد ﷺ أرسله الله إلى الناس أجمعين، كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لّلنَّاسِ﴾ [سبأ:٢٨] ﴿قُلْ ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ [الأعراف:١٥٨].
قال الشيخ: (وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والإيمان بالله) وهذا هو أول واجب على العبد، فالكفر بالطاغوت البراءة من كل ما يُعبد من دون الله، والإيمان بالله هو: الإيمان بربوبيته وإلهيته.
ثم نقل الشيخ تفسير ابن القيم لمعنى الطاغوت فقال:
(قال ابن القيم رحمه الله تعالى): - وهو الإمام المعروف بالعلم والتحقيق والاجتهاد صاحب المؤلفات الكثيرة - يقول: (الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع. (١» أي أن كل من غلا فيه الإنسان وتجاوز به الحد فرفعه عن منزلته فهذا هو الطغيان والغلو.
يقول: (من معبود أو متبوع أو مطاع) فمن عبد غير الله فقد تجاوز به الحد، فإن المخلوق عبد لا يرتفع إلى منزلة الإلهية (أو متبوع) أي: إمام له أتباع، فمن اتخذ له إمامًا وتجاوز به الحد بأن جعله بمنزلة الرسول ﷺ، وأنه معصوم؛ فهذا المتبوع إذا كان راضيًا بما يفعله هؤلاء الأتباع؛ فهو طاغوت.
وكذلك من له سلطان على الناس إذا غلا فيه الناس حتى جعلوا طاعته لازمة كطاعة الرسول ﷺ وطاعة الله ﷾ فقد تجاوز الإنسان بهذا المطاع حده.
يقول الشيخ: (والطواغيت كثيرة) هناك كمُّ هائل يُعبد من دون الله
(١) إعلام الموقعين ١/ ٥٠
1 / 48