Explanation of the Introduction to the Interpretation by Ibn Taymiyyah - Al-Uthaymeen

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
8

Explanation of the Introduction to the Interpretation by Ibn Taymiyyah - Al-Uthaymeen

شرح مقدمة التفسير لابن تيمية - العثيمين

Daabacaha

دار الوطن

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

الله، وهذا واضح، فحاجة الناس إلي فهم كتاب الله ظاهرة جدًا، فإنهم في حاجة بل في ضرورة إلي فهم كتاب الله؛ لأنه الكتاب الذي أمروا باتباعه، والإنسان لو يؤمر باتباع كتاب مؤلف من المؤلفين احتاج إلي معرفته وشرحه فكيف بكتاب الله ﷿. ثم وصف المؤلف القرآن الكريم بعدة أوصاف، فقال عنه: «الذي هو حبل الله المتين» حبل الله لأن الله تعالي هو الذي وضعه، والحبل في الأصل: ما يتوصل به إلي غيره، كالسبب تقريبًا؛ ولهذا فسر قوله تعالي: (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ) (الحج: ١٥)، أي: بحبل ووصف بأنه حبل الله لأنه موصل إلي الله ﷿. ووصفه بقوله: «والذكر الحكيم» وقد أخذ المؤلف- ﵀ هذا الوصف من قول الله تعالي: (ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ) (آل عمران: ٥٨)، فهو ذكر، لأنه مذكر، وهو ذكر، لأن فيه الذكري لمن تمسك به ورفع ذكره، كما قال تعالي: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِك) (الزخرف: ٤٤) يعني رفعة وشرفًا. والحكيم: معناه المحكم أو المتضمن للحكمة البالغة في أحكامه. وقوله: «والصراط المستقيم» الصراط معناه الطريق، والمستقيم معناه المعتدل الذي ليس فيه ميل. وقوله: «والذي لا تزيغ به الأهواء» الزيغ: معناه الميل، ومنه: زاغت الشمس إذا مالت، يعني أن أهواء الناس مهما عظمت لا يمكن أن تزيغ به، بل إنه باق ثابت مهما سلط الناس عليه من الأهواء فإنها

1 / 11