Explanation of the Ha’iyyah Poem by Ibn Abi Dawud
شرح المنظومة الحائية لابن أبي داود
Noocyada
قد ينكر الجهمي أيضًا إضافة إلى ما تقدم من أن كلام الله -جل وعلا- صفة من صفاته، وأنه منزل غير مخلوق، قد ينكر أيضًا مثل ما أنكر الرؤية ينكر الصفات الذاتية والفعلية من باب أولى، فينكر الصفات الذاتية ومنها اليمين، ذكر مثالًا لها اليمين، واليمين المراد بها اليد التي هي في جهة اليمين «وكلتا يديه يمين» وجاء في بعض النصوص الأخرى، وفي بعضها بشماله، ولا تعارض بين هذه الروايات، فقوله ﵊: «كلتا يديه يمين» لئلا يتوهم النقص؛ لأن الشمال بالنسبة للمخلوق أنقص من اليمين؛ فلئلا يتصور أن هناك في يد الباري -جل وعلا- الأخرى نقصًا قال: كلتا يديه يمين من حيث الكمال، ويعبر عنها بالأخرى؛ لأن النسبة على الجهات أمر نسبي، فما يكون عن جهة اليمين يسمى يمين، وما يكون عن جهة الشمال يسمى شمال، فيقال لها: أخرى، ويقال لها أيضًا كما جاء في الحديث: شمال، ولا مانع من إطلاق الشمال باعتبار الموقع، فموقعها مقابل لجهة اليمين، ولا مانع من هذا، وتبقى أنها من حيث الكمال «كلتا يديه يمين» يعني كلتاهما كاملة، لا نقص في إحداهما كما في أيدي البشر، والبشر يدهما اليسرى والشمال هذه ناقصة بالنسبة لليمنى، هذا عند كثير من الناس، وعند جل الناس وغالبهم، ليست في القوة بمثابة اليمنى، وأيضًا اليمنى تصان عما لا تصان منه الشمال إلى غير ذلك، فهي محل للنقص، ولذا قال النبي ﵊: «وكلتا يديه يمين».
وقد ينكر الجهمي أيضًا يمينه ... . . . . . . . . .
والمراد بذلك إثبات اليد لله -جل وعملا- على ما يليق بجلاله وعظمته.
3 / 3