Explanation of the Forty Hadith by Al-Uthaymeen
شرح الأربعين النووية للعثيمين
Daabacaha
دار الثريا للنشر
Noocyada
فهذا رجل طلب دراسة الفقه من أجل أن يكون قاضيًا والقاضي له راتبٌ رفيعٌ ومرتبة ٌرفيعة، والثاني درس الفقه من أجل أن يكون عالمًا معلّمًا لأمة محمدٍ ﷺ، فبينهما فرق عظيم. قال النبي ﷺ مَنْ طَلَبَ عِلْمًَا وَهُوَ مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ لا يُرِيْدُ إِلاِّ أَنْ يَنَالَ عَرَضًَا مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ (١)، أخلص النية لله ﷿.
* ثم ضرب النبي ﷺ مثلًا بالمهاجر فقال:
فَمَنْ كَانَتْ هِجرَتُهُ الهجرة في اللغة: مأخوذة من الهجر وهو التّرك.
وأما في الشرع فهي: الانتقال من بلد الكفر إلى بلد الإسلام.
وهنا مسألة: هل الهجرة واجبة أو سنة؟
والجواب: أن الهجرة واجبة على كل مؤمن لايستطيع إظهار دينه في بلد الكفر، فلايتم إسلامه إذا كان لايستطيع إظهاره إلا بالهجرة، وما لايتم الواجب إلا به فهوواجب. كهجرة المسلمين من مكّة إلى الحبشة، أو من مكّة إلى المدينة.
فمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ فَهِجْرَتُهُ إلَى اللهِ وَرَسُولِهِ كرجل انتقل من مكة قبل الفتح إلى المدينة يريد الله ورسوله، أي: يريد ثواب الله، ويريد الوصول إلى الله كقوله تعالى: (وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) (الأحزاب: الآية٢٩) إذًا يريد الله: أي يريد وجه الله ونصرة دين الله، وهذه إرادة حسنة.
ويريد رسول الله: ليفوز بصحبته ويعمل بسنته ويدافع عنها ويدعو إليها والذبّ عنه، ونشر دينه، فهذا هجرته إلى الله ورسوله، والله تعالى يقول في الحديث القدسي مَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًَا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًَا (٢) فإذا أراد الله، فإن الله تعالى يكافئه على ذلك
_________
(١) رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة، حديث رقم (٨٤٣٨) . بلفظ (من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة) وابن ماجه: كتاب العلم، باب الانتفاع بالعلم والعمل به، حديث (٢٥٢) . وأبو داود - كتاب: العلم، باب: في طلب العلم لغير الله تعالى، (٣٦٦٤) .
(٢) رواه الأمام أحمد في المكثرين عن أبي هريرة، (٢/٤١٣) حديث رقم (٩٣٤٠) .
1 / 11