Explanation of the Forty Hadith by Al-Uthaymeen

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
46

Explanation of the Forty Hadith by Al-Uthaymeen

شرح الأربعين النووية للعثيمين

Daabacaha

دار الثريا للنشر

Noocyada

إلى الله ﷿. ولكن نقول: الخليل هو الذي بلغ غاية المحبة، قال النبي ﷺ: إِنَّ اللهَ اِتَّخَذَنِيْ خَلِيْلًا كَمَا اِتَّخَذَ إِبْرَاهِيْمَ خَلِيْلا، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًَا مِنْ أُمَّتِيْ خَلِيْلًا لاَتَّخّذْتُ أَبَابَكْرخليلًا (١) . وهناك كلمة شائعة عند الناس: يقولون: إبراهيم خليل الله، ومحمد حبيب الله وموسى كليم الله، ولاشك أن محمدًا ﷺ حبيب الله فهو حابّ الله ومحبوب لله ولكن هناك وصف أعلى من ذلك وهو خليل الله، فالرسول ﷺ خليل الله. والذين يقولون محمد حبيب الله قد هضموا حق الرسول ﷺ، لأن المحبة أقل من الخلة، ولذلك نقول لا نعلم من البشر خليلًا لله إلا اثنان: إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام، لكن المحبة كثيرٌ كما قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة: الآية١٩٥) و: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا) (الصف: الآية٤) وغير ذلك من الآيات. وقوله: واليوم الآخِرِ اليوم الآخر، هو يوم القيامة، وسمي آخرًا لأنه آخر مراحل بني آدم وغيرهم أيضًا، فالإنسان له أربع دور، في بطن أمه، وفي الدنيا، وفي البرزخ، ويوم القيامة وهو آخرها. - الإيمان باليوم الآخر يتضمّن: أولًا: الإيمان بوقوعه، وأن الله يبعث من في القبور، وهو إحياؤهم حين ينفخ في الصور، ويقوم الناس لرب العالمين، قال تعالى: (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ) (المؤمنون: ١٦) وقال النبي ﷺ: يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ حُفَاةً غُرْلًا (٢)، وأنه واقع لامحالة، لأن الله تعالى أخبر به في كتابه وكذلك في السنة، وكثيرًا مايقرن الله تعالى بين الإيمان به وبين الإيمان باليوم الآخر، لأن من لم يؤمن باليوم الآخر لايعمل، إذ إنه يرى أن لاحساب.

(١) - أخرجه مسلم- كتاب: المساجد، باب: النهي عن بناء المساجد على القبور، واتخاذ الصور فيها، والنهي عن اتخاذ القبور مساجد، (٥٣٢)، (٢٣) . (٢) - أخرجه مسلم- كتاب: الجنة باب: فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة، (٢٨٥٩)، (٥٦)

1 / 48