114

Explanation of the Forty Hadith by Al-Uthaymeen

شرح الأربعين النووية للعثيمين

Daabacaha

دار الثريا للنشر

Noocyada

وقوله هنا: الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ المراد به دين العمل، والنصيحة بمعنى إخلاص الشيء. وأبهم النبي ﷺ لمن تكون النصيحة من أجل أن يستفهم الصحابة ﵃ عن ذلك، لأن وقوع الشيء مجملًا ثم مفصلًا من أسباب رسوخ العلم، لأنه إذا أتى مجملًا تطلعت النفس إلى بيان هذا المجمل، فيأتي البيان والنفس متطلعة إلى ذلك متشوفة له، فيرسخ في الذهن أكثر مما لوجاء البيان من أول مرة. وفي بعض ألفاظه: الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ ثَلاثًَا يعني قالها ثلاثًا الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة قُلْنَا: لِمَنْ يَارَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: للهِ، ولكتابه، ولِرَسُوْلِهِ، وَلأَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ، وَعَامَّتِهِمْ * النصيحة لله تتضمن أمرين: الأول: إخلاص العبادة له. الثاني: الشهادة له بالوحدانية في ربوبيته وألوهيته، وأسمائه وصفاته. * والنصيحة لكتابه تتضمن أمورًا منها: الأول: الذبّ عنه، بأن يذب الإنسان عنه تحريف المبطلين، ويبيّن بطلان تحريف من حرّف. الثاني: تصديق خبره تصديقًا جازمًا لا مرية فيه، فلو كذب خبرًا من أخبار الكتاب لم يكن ناصحًا، ومن شك فيه وتردد لم يكن ناصحًا. الثالث: امتثال أوامره فما ورد في كتاب الله من أمر فامتثله، فإن لم تمتثل لم تكن ناصحًا له. الرابع: اجتناب ما نهى عنه، فإن لم تفعل لم تكن ناصحًا. الخامس: أن تؤمن بأن ما تضمنه من الأحكام هو خير الأحكام، وأنه لا حكم

1 / 116