50

Explanation of the Dalya Poem by Al-Kaludhani

شرح القصيدة الدالية للكلوذاني

Daabacaha

دار ابن الجوزي

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Noocyada

القيامة، فقال تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٦٢)﴾ [القصص: ٦٢ و٧٤]، وقال: ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ﴾ [القصص:٦٥]. فأهل السنة عندهم أنَّ كلام الله صفةٌ قائمةٌ به، تابعةٌ لمشيئته، فهي صفةٌ ذاتِيَّةٌ فعليَّةٌ، وأنَّه سبحانه يتكلَّم بصوتٍ يسمعُه مَن شاء ﷾، فموسى كلَّمَه ربُّه فسَمِعَ كلامَ ربِّه منه إليه بلا واسطة، ولكن من وراء حجاب، وليس كلام الله ككلام البشر أو أحدٍ من الخلق، كسائر صفاته ﷾، وهذا مذهبُ أهلِ السُنَّة والجَمَاعَة في صفة كلام الله ﷿. وإذا كان الله ﷿ يتكَلَّم إذا شاء كيف شاء، فهذا يقتضي أنَّه سبحانه يتكلَّم إذا شاء ولا يتكلَّم إذا شاء، وهذا هو السكوت، ومما ورد في نسبة «السكوت» إلى الله ﷿ قولُ النبيِّ ﷺ: «إنَّ الله فَرَضَ فرائضَ فلا تضيِّعُوها، وحَدَّ حدودًا فلا تَعْتَدُوها، وسَكَتَ عن أشياء رحمةً بكم غير نِسيَان فلا تسألوا عنها» (١).

(١) أخرجه الطبراني في «الكبير» (٢٢/ ٢٢١ رقم ٥٨٩)، وفي «مسند الشاميين» (٤/ ٣٣٨ رقم ٣٤٩٢)، والدارقطني في «سننه» (٤/ ١٨٤ رقم ٤٣٥٠)، وأبو نعيم في «الحلية» (٩/ ١٧)، والبيهقي في «الكبرى» (١٠/ ١٢ - ١٣)، والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (٢/ ٩) جميعهم من طريق مكحول عن أبي ثعلبة الخشني ﵁ مرفوعًا، وهذا إسنادٌ منقَطِعٌ، فإنَّ مكحولًا لم يصحَّ له سماعٌ من أبي ثعلبة، كما قاله غير واحد من الحفاظ. إلا أنَّ للحديث شاهدًا حسنًا من حديث أبي الدرداء ﵁، أخرجه البزَّار في «مسنده» (١٠/ ٢٦ رقم ٤٠٨٧) وقال: إسناده صالحٌ، والدارقطني في «سننه» (٢/ ١٣٧)، والحاكم في «المستدرك» (٢/ ٣٧٥) وقال: صحيح الإسناد، والبيهقي في «الكبرى» (١٠/ ١٢ رقم ١٩٥٠٨). وعلى هذا فالحديث حسنٌ بشواهده، وقد حسَّنَهُ النوويُّ في «الأربعين» (رقم ٣٠)، والحافظُ أبو بكرِ ابنُ السمعاني في «أماليه» -قاله ابن رجب في «جامع العلوم والحكم» -،وغيرهما، والله أعلم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (٦/ ١٧٩) بعد أن أورد حديث أبي ثعلبة ﵁: (ثبت بالسنة والإجماع أن الله يوصف بـ «السكوت»، لكن السكوت يكون تارة عن التكُّلم وتارة عن إظهار الكلام وإعلامه).

1 / 83