Explanation of the Creed of the Predecessors and the People of Hadeeth - Al-Rajhi
شرح عقيدة السلف وأصحاب الحديث - الراجحي
Noocyada
أقوال أهل العلم في الصابوني
وصفه عبد الغافر بأنه الإمام شيخ الإسلام الخطيب المفسر المحدث الواعظ، أوحد وقته في طريقته، وعظ المسلمين في مجالس التذكير سبعين سنة، وخطب وصلى في الجامع -يعني: بنيسابور- نحوًا من عشرين سنة.
وقال: كان أكثر أهل العصر من المشايخ سماعًا وحفظًا ونشرًا لمسموعاته وتصنيفاته وجمعًا وتحريضًا على السماع، وإقامة لمجالس الحديث، سمع الحديث بنيسابور وبسرخس وبهراك وبالشام وبالحجاز وبالجبال، وحدث بكثير من البلاد، وأكثر الناس السماع منه.
وقد ذكره السيوطي والداودي في كتابيهما طبقات المفسرين، وأوردا أنه أقام شهرًا في تفسير آية، وهذا يدل على سعة علمه في تفسير القرآن العظيم، وكان الصابوني ﵀ يحترم الحديث، ويهتم بالأسانيد، فقد حكى الفقيه أبو سعيد السكري عن بعض من يوثق بقوله من الصالحين: أن الصابوني قال: ما رويت خبرًا ولا أثرًا في المجلس إلا وعندي إسناده، وما دخلت بيت الكتب قط إلا على طهارة، وما رويت الحديث ولا عقدت المجلس ولا قعدت للتدريس إلا على طهارة.
وكان ﵀ ينظم الشعر أحيانًا، قال عبد الغافر الفارسي: من فضائله نظم الشعر على ما يليق بالعلماء من غير مبالغة في تعمق يلحقه بالمنهي، وهذا نموذج من شعره، قال ﵀: ما لي أرى الدهر لا يشخو بذي كرم ولا يجود بمعوان ومفضال ولا أرى أحدًا في الناس مشتريًا حسن الثناء بإنعام وإفضال صاروا سواسية في لؤمهم شرعًا كأنما نسجوا فيه بمنوال وقال ﵀: إذا لم أصب من مالكم ونوالكم ولم أسل المعروف منكم ولا البَّر وكنتم عبيدًا للذي أنا عبده فمن أجل ماذا أتعب البدن الحرَّ
1 / 6