251

Explanation of the Book of Tawheed

حاشية كتاب التوحيد

Daabacaha

-

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٨هـ

Noocyada

وعن ابن عباس ﵄ قال: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ (١) . قالها إبراهيم ﵇ حين ألقي في النار (٢)، وقالها محمد ﷺ حين قال له الناس: ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ ١. رواه البخاري والنسائي (٣) . ــ (١): ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ﴾ أي كافينا فلا نتوكل إلا عليه، قال تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾ ٢. ﴿وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ أي نعم الموكول إليه أمور عباده، ونعم من توكل عليه المتوكلون، كما قال: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ ٣. ومخصوص نعم محذوف، تقديره: نعم الوكيل الله، فهو سبحانه حسب من توكل عليه، وكافي من لجأ إليه. (٢) وفي رواية: "كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار: حسبنا الله ونعم الوكيل ". رواه البخاري. وذلك لما دعا قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فأبوا، فكسر أصنامهم، فجمعوا له حطبا، وأضرموا له نارا، ورموه بالمنجنيق، ﴿قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ﴾ ٤، فعارضه جبرائيل في الهوى، فقال: ألك حاجة؟ فقال: أما إليك فلا،: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾، فقال الله: ﴿كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ﴾ ٥. (٣) وذلك بعد منصرف قريش والأحزاب من أحد، فمر بهم ركب من عبد القيس فقالوا: أين تريدون؟ قالوا: نريد المدينة. قالوا: هل أنتم مبلغون عنا محمدا رسالة؟ قالوا: نعم. قالوا: فإذا وافيتموه فأخبروه أنا قد أجمعنا السير إليه وإلى أصحابه لنستأصل بقيتهم، فمر الركب برسول الله ﷺ وهو =

١ سورة آل عمران آية: ١٧٣. ٢ سورة الزمر آية: ٣٦. ٣ سورة الحج آية: ٧٨. ٤ سورة الأنبياء آية: ٦٨. ٥ سورة الانبياء آية: ٦٩-٧٠.

1 / 253