Explanation of the Book of Tawheed
حاشية كتاب التوحيد
Daabacaha
-
Lambarka Daabacaadda
الثالثة
Sanadka Daabacaadda
١٤٠٨هـ
Noocyada
وعن معاذ بن جبل ﵁ (١) قال: " كنت رديف
ــ
= منها ختمت بقوله: (ذلكم وصاكم به)، فالرسول ﷺ لو وصى لم يوص إلا بما وصى به الله تعالى، فصارت وصية الله تعالى، ووصية رسوله ﷺ بالمعنى; ولذلك شبهها بالكتاب الذي كتب ثم ختم فلم يزد فيه ولم ينقص. وليس المراد أن النبي ﷺ كتبها وختم عليها، وإنما هذه الآيات كأنها وصية ختمها الرسول ﷺ فلا حاجة بنا أن يوصي، فإن الله قد وصى بما في هذه الآيات؛ لأن فيها ما يكفي عن توصية الرسول ﷺ حيث قال: " ائتوئي بكتاب أكتب لكم فيه شيئا لا تضلوا بعدي "، وذلك في أثناء مرضه ﷺ، فحيل بينهم وبين أن يكتب، وكثر اللغط. فقال: "اخرجوا عني". فقال ابن عباس ﵄: " إن الرزية كل الرزية ما حال بيننا وبين أن يكتب لنا رسول الله ﷺ الوصية " فذكرهم ابن مسعود ﵁ أن عندهم من القرآن ما يكفيهم؛ فإن النبي ﷺ لو وصى لم يوص إلا بما في كتاب الله.
وفي صحيح مسلم: " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله " ١. وروى الحاكم وصححه عن عبادة مرفوعا: " أيكم يبايعني على هؤلاء الآيات الثلاث "، ثم تلا ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ..﴾ ٢ حتى فرغ من الآيات الثلاث. ثم قال: " من أوفى بهن فأجره على الله، ومن انتقص منهن شيئا فأدركه الله به في الدنيا كانت عقوبته، ومن أخره إلى الآخرة كان أمره إلى الله، إن شاء أخذه وإن شاء عفا عنه ".
(١) ابن عمرو بن أوس بن كعب بن عمرو الخزرجي الأنصاري، أبو عبد الرحمن صحابي جليل مشهور من أعيان الصحابة كان إليه المنتهى في العلم والأحكام والقرآن، قال ﵇: " يحشر أمام العلماء برتوة " ٣ أي بخطوة أو رمية سهم، شهد بدرا وما بعدها، واستخلفه النبي ﷺ على أهل مكة يوم الفتح يعلمهم دينهم، تم بعثه إلى اليمن قاضيا معلما، مات بالشام في طاعون عمواس سنة ١٨ هـ، وله ٣٨.
_________
١ الترمذي: المناقب (٣٧٨٨) .
٢ سورة الأنعام آية: ١٥١.
٣ أحمد (١/١٧) .
1 / 19