Explanation of Supplication from the Qur'an and Sunnah
شرح الدعاء من الكتاب والسنة
Daabacaha
مطبعة سفير
Goobta Daabacaadda
الرياض
Noocyada
ومشربه وملبسه من الحلال، فللحلال سر عجيب في قبول الأعمال عند اللَّه تعالى، ومن آكدها الدعاء، وقد تقدم آنفًا قول النبي ﷺ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، ... ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، ثُمَّ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ» (١).
وفي الحديث إشارة إلى أنه ينبغي الاعتناء بالحلال لمن أراد الدعاء أكثر من غيره (٢).
ولما سُئل سعد بن أبي وقاص ﵁ تستجاب دعوتك من بين أصحاب رسول اللَّه ﷺ؟ فقال: «ما رفعت إلى فمي لقمة إلا وأنا عالم من أين مجيئها، ومن أين خرجت» (٣).
٢٢ - لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم
قال النبي ﷺ: «مَا عَلَى الأرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو اللَّه تَعَالَى بِدَعْوَةٍ إِلاَّ آتَاهُ اللهُ إيَّاها، أَوْ صَرفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا، مَا لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ»، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: «اللهُ أكْثَرُ» (٤)،
(١) مسلم، كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، ٢/ ٧٠٣، برقم ١٠١٥. (٢) شرح النووي، ٧/ ١٠٠. (٣) جامع العلوم والحكم، ١/ ٢٧٥، وهو أيضًا في السيرة الحلبية، ٢/ ٥٠٧. (٤) سنن الترمذي، كتاب الدعوات عن رسول الله ﷺ، باب في انتظار الفرج وغير ذلك، ٥/ ٥٦٦، برقم ٣٥٧٣، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، برقم ٣٥٧٣.
1 / 66