170

Explanation of Sahih Muslim - Hasan Abu Al-Ashbal

شرح صحيح مسلم - حسن أبو الأشبال

Noocyada

شرح حديث: (احتجت النار والجنة) قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا ابن أبي عمر -وهو محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني نزيل مكة- قال: حدثنا سفيان -وهو ابن عيينة - عن أبي الزناد عن الأعرج]. وأبو الزناد هو عبد الله بن ذكوان المدني، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز المدني كذلك. [عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (احتجت النار والجنة)]. أي: صار بين النار والجنة خصومة أو نزاع أو محاجة. [(فقالت هذه-أي النار-: يدخلني الجبارون والمتكبرون)]. فمن أوصاف أهل النار أنهم جبارون: ﴿كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ﴾ [هود:٥٩]، والمتكبرون: هم الذين يغمطون الناس ويردون الحقوق. أي: يجحدونها ولا يقرون بها. [(وقالت هذه -أي الجنة- يدخلني الضعفاء والمساكين. فقال الله ﷿ لهذه -أي: للنار-: أنت عذابي أعذب بك من أشاء، وربما قال: أصيب بك من أشاء، وقال لهذه -أي: للجنة-: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها)]. لأن الله تعالى أخذ على نفسه عهدًا أن يملأ الجنة، وأن يملأ النار، أعاذنا ألله وإياكم من النار! قال: [وحدثنا محمد بن رافع حدثنا شبابة -وهو ابن سوار المدائني - حدثني ورقاء -وهو المدائني كذلك- عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: (تحاجت النار والجنة، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين. وقالت الجنة: فمالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وعجزهم؟ فقال الله للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي. وقال للنار: أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ، فيضع قدمه عليها فتقول: قط قط)]. يعني: كفى، وحسبي. [(فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض)]. يزوى. يعني: ينزوي وينضم ويجتمع بعضها على بعض إذا وضع الجبار ﵎ قدمه فيها. قال: [حدثنا عبد الله بن عون الهلالي حدثنا أبو سفيان -وهو محمد بن حميد - عن معمر بن راشد البصري عن أيوب بن أبي تميمة السختياني البصري عن ابن سيرين]. وابن سيرين عند الإطلاق هو محمد، وإلا فهناك أنس بن سيرين وهو أخو محمد، والراوي إذا حدث عنه يقول: حدثنا أنس بن سيرين. [عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: (احتجت الجنة والنار). واقتص الحديث بمعنى حديث أبي الزناد. حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبِه -أو منبه- قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة ﵁ عن رسول الله ﷺ]. وهذا الأحاديث التي يرويها همام عن أبي هريرة تسمى عند المحدثين: بصحيفة همام عن أبي هريرة أوردها الإمام أحمد في المجلد الثاني من مسنده، وهي تقريبًا حوالي مائة واثنين وأربعين حديثًا. يقول فيها همام: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله. [فذكر أحاديث منها: قال رسول الله ﷺ: (تحاجت الجنة والنار فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين. وقالت الجنة: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وغرتهم -وفي رواية وغَرسهم أو غرسهم- وقال الله للجنة: إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء، وقال للنار: إنما أنت عذابي، أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله ﵎ رجله)]. وفي الرواية الأولى: (حتى يضع الجبار قدمه). [(فتقول: قط، قط، فهنالك تمتلئ، ويزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله من خلقه أحدًا، وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقًاَ)]. إذًا: القضية التي أريد أن أؤكد عليها وهي أنه إذا أدخل أهل النار النار وأهل الجنة الجنة يبقى في الجنة مكان، ويبقى في النار مكان، ولذلك في الحديث: (فإذا دخل أهل النار النار، قالت النار: هل من مزيد). الله تعالى يسألها: ﴿هَلِ امْتَلأْتِ﴾ [ق:٣٠]، وتقول: ﴿هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾ [ق:٣٠]. أو ملك عن الله تعالى يسألها، ﴿هَلِ امْتَلأْتِ﴾ [ق:٣٠]، وهي دائمًا تقول: ﴿

10 / 3