137

Explanation of Sahih Muslim - Hasan Abu Al-Ashbal

شرح صحيح مسلم - حسن أبو الأشبال

Noocyada

باب في دوام نعيم أهل الجنة قال: (باب في دوام نعيم أهل الجنة). كما هو دوام عذاب أهل النار، وهذا دليل لمعتقد أهل السنة والجماعة: أن الجنة والنار مخلوقتان الآن لا تفنيان ولا تبيدان، (يا أهل الجنة خلود بلا موت، ويا أهل النار خلود بلا موت). [قال أبو هريرة: قال النبي ﷺ: (من يدخل الجنة ينعم لا يبأس -أي: لا يرى بؤسًا قط إنما يتمرغ ويتقلب في نعيم الله ﷿ لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه)، وفي رواية: (ولا يفنى سنه)]. فليس في الجنة حساب كحساب الدنيا؛ لأن أهل الجنة على سن واحدة سيظلون كذلك فلن يصغروا ولن يكبروا، سيبقى سنك هذا باستمرار وشكلك وصورتك على نسق واحد بغير زيادة ولا نقصان، لو طال مكثك في الجنة ولابد أن يطول فلا يطرأ عليه أدنى تغير أبدًا، وفي هذا الوقت لو أن الواحد منا طال عمره كل يوم وهو بصورة وشكل، وهيئة وشكل، وأخلاق وشكل، وغير ذلك. أما أهل الجنة فليسوا كذلك، يدخلون الجنة على سن واحدة وأخلاق واحدة ثم لا يتبدلون ولا يتغيرون، يمكثون هكذا باستمرار، قال: (من يدخل الجنة ينعم لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه) أي: لا يكبر يظل في سن واحدة، كما أن ثيابه التي يلبسها لا تبلى ولا تفنى. قال: [وعن أبي سعيد، وأبي هريرة عن النبي ﷺ قال: (ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا)]. أي: أن تعيشوا أصحاء بغير مرض، إذًا: الذي يدخل الجنة لا يمرض قط، بل يدخل صحيحًا، قويًا، فتيًا، لا يصيبه الهرم، ولا كبر السن. [(وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا -أي: حياة أبدية سرمدية، ليس بعدها موت- وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدًا -أي: تكونون شبابًا فلا يصيبكم الهرم- وإن لكم أن تنعموا فلا تبتئسوا أبدًا -أي: لا يصيبكم البؤس- فذلك قول الله ﷿: ﴿وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف:٤٣])]. هذه هي الجنة، وهذه هي صفات الجنة.

7 / 5