Explanation of Sahih Muslim - Hasan Abu Al-Ashbal

Hassan Abu Al-Ashbal Al-Zuhairi d. Unknown
104

Explanation of Sahih Muslim - Hasan Abu Al-Ashbal

شرح صحيح مسلم - حسن أبو الأشبال

Noocyada

ذكر أسنان أهل الجنة وميلادهم وقامتهم أسنان: جمع سن وهو العمر، فالذي يدخل الجنة يكون في سن ثلاث وثلاثين سنة، فمن مات قبل سن ثلاث وثلاثين -كمن كان طفلًا صغيرًا- فإنه سيدخل الجنة وعمره ثلاث وثلاثون سنة، وهؤلاء الأطفال حول أبويهم. وما المانع أن الطفل يأخذ بيد أبويه وعمره ثلاث وثلاثون سنة إذًا، وسيكون أبوه أيضًا في نفس السن، فإذا كان آدم ﵇ سيكون في هذا السن؛ فكذلك غيره، والسقط يدخل الجنة على سن ثلاث وثلاثين سنة. والسقط هو ما نفخ فيه الروح. وهذه المسألة محل نزاع، هل نفخ الروح بعد أربعة أشهر أم بعد أربعين يومًا؟ والذي يترجح لدي من أقوال أهل العلم كما في حديث ابن مسعود ﵁: (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك)، وكما في رواية صحيحة عند مسلم في الصحيح (إن أحدكم يخلق في بطن أمه نطفة، ثم يكون ذلك مثل ذلك علقة، ثم يكون ذلك مثل ذلك مضغة، ثم يرسل إليه ملك) إلى آخر الحديث والذي يترجح لدي أن الروح تنفخ بعد الأربعين يومًا لا بعد مائة وعشرين يومًا. والسقط لا يصلى عليه، والصلاة عليه مستحبة وليست واجبة، ولا يوجد فيها خلاف. والله تعالى قد أعطى القدرة لأهل الجنة أن يعرفوا أملاكهم، وقصورهم، وزوجاتهم، فيدخلون عليها مباشرة، ويعرفون أملاكهم بالجنة أكثر من معرفتهم بيوتهم في الدنيا، دون أن يعتدوا على أملاك أحد، أو أن يعتدي عليهم أحد. قال النبي ﵊: (يدخل أهل الجنة الجنة جردًا، مردًا، بيضًا، جعادًا، مكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين، على خلق آدم طول ستين ذراعًا، في عرض سبعة أذرع). ومعنى (جردًا) أي: لا شعر في أبدانهم، (مردًا): أي لا شعر في لحاهم، والغلام الأمرد: هو الذي لا شعر في لحيته، والأجرد: الذي لا شعر في بدنه كله، فيدخل أهل الجنة الجنة جردًا، لا شعر في أبدانهم، ولا شعر في لحاهم. قال: (بيضًا) وهو احتراز من السواد، (جعادًا) أي: أصحاب الشعر المجعد، وفيه إشارة إلى أن معظم أهل الجنة من العرب. قال النبي ﵊: (يدخل أهل الجنة الجنة جردًا، مردًا، بيضًا، جعادًا) يعني: شعرهم مجعد، وهذه صفة مدح، خلافًا للعجم الذين شعرهم سايح وهو ليس لائقًا للرجال، وأخيرًا لما اكتشفوا أن الجعودة أفضل من النعومة في هذا الوقت ذهبوا إلى الكوافير من أجل تجعيد شعورهم. قال: (أبناء ثلاث وثلاثين)، يعني: يدخلون الجنة جردًا، مردًا، بيضًا، جعادًا، أبناء ثلاث وثلاثين، وهذا نص قاطع أنه لا يوجد أحد سيدخل الجنة إلا وعمره ثلاث وثلاثون سنة. (على خلق آدم) أي: على صورة آدم أنه في السماء (ستين ذراعًا، في عرض سبعة أذرع)، والحديث صحيح. وفي رواية: (يبعث الناس يوم القيامة في صورة آدم جردًا، مردًا، مكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين، ثم يؤتى بهم بشجرة بالجنة -يعني: يذهبون إلى شجرة في الجنة- فيكسون منها، لا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم). وعن المقداد بن معدي كرب عن النبي ﷺ قال: (يحشر الناس يوم القيامة ما بين السقط إلى الشيخ الفاني) يعني: ابتداء من السقط حتى الشيخ الهرم الفاني: أي: الكبير الذي أفنى عمره وطال، فيحشرون جميعًا وهم: (أبناء ثلاث وثلاثين سنة). قال: (المؤمنون منهم في خلق آدم ﵇، وقلب أيوب، وحسن يوسف ﵇، مرد مكحلون، ذوي أفانين)، يعني: شعورهم كاللمة، أو الجمة قد بلغت أكتافهم.

5 / 14