Explanation of Al-Muharrar in Hadith - Abdul Mohsin Al-Abbad
شرح المحرر في الحديث - عبد المحسن العباد
Noocyada
٧٠ - وَعَن شُرَيْح بن هَانِئ قَالَ: " أتيت عَائِشَة أسألها عَن الْمسْح عَلَى الْخُفَّيْنِ فَقَالَت: عَلَيْك بِابْن أبي طَالب فسله، فَإِنَّهُ كَانَ يُسَافر مَعَ رَسُول الله ﷺ َ، فَسَأَلْنَاهُ فَقَالَ: جعل رَسُول الله ﷺ َ ثَلَاثَة أَيَّام ولياليهن للْمُسَافِر وَيَوْما وَلَيْلَة للمقيم " رَوَاهُ مُسلم (وَقَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر: (وَاخْتلفت الروَاة فِي رفع هَذَا الحَدِيث، وَوَقفه عَلَى عَلّي ﵁. قَالَ: (وَمن رَفعه أحفظ وأضبط»
ثم ذكر هذا الحديث عن شريح بن هانئ أنه سأل عائشة ﵂ عن المسح على الخفين فقالت اسأل علي بن أبي طالب ﵁ أو عليك بعلي ابن أبي طالب ﵁ فإنه كان يسافر معه وهي تريد من ذلك أن ما يكون في السفر إنما يكون من الذين يسافرون معه وعلي ﵁ كان يسافر مع النبي ﷺ وغيره كان يسافر لكنها اختارت عليا ﵁ لإظهار منزلته وبيان منزلته وأن زوجات الرسول ﷺ يعظمن أهل بيت الرسول ﷺ وهن من أهل بيته هن من أهل بيت الرسول ﷺ الذين هم زوجاته وقرابته كل مسلم ومسلمة من نسل عبدالمطلب فهو من أهل بيته وزوجاته من أهل بيته فكون عائشة ﵂ اختارت عليا ﵁ ممن يسافر هذا فيه بيان توقير الصحابة وأمهات المؤمنين ﵃ لأهل بيت الرسول ﷺ ولقرابة الرسول ﷺ فإنها اختارته على غيره وأرشدته إلى أن يسأل عليا ﵁ لأنه يسافر معه مع أن الذي يسافرون معه كثيرون ولكن اختيارها لعلي رضي الله يدل على تقدير زوجات الرسول ﷺ وكذلك الصحابة لأهل البيت ﵃ وأنهم يعرفون قدرهم ويعرفون منزلتهم ويعرفون فضلهم لقرابتهم من رسول الله ﷺ وقد جاء في صحيح البخاري عن أبي بكر ﵁ أثران يدلان على تعظيم الصحابة لأهل البيت ﵃ قال ﵁: ارقبوا محمدا ﷺ في أهل بيته، يعني معناه قدروا أهل بيته واحترموهم ووقروهم واعرفوا لهم حقهم فهكذا قال كما في صحيح البخاري وقال أيضا: والله لقرابة محمد ﷺ أحب إليّ أن أصل من قرابتي، يعني أنه يحب أن يصل قرابة الرسول ﷺ أحب إليه من أن يصل قرابته الذين هم أهل بيته والذين هو منهم يعني قرابة الرسول -صلى
الله عليه وسلم- أهم عند أبي بكر ﵁ من قرابته هو الذي هو أبو بكر ﵁ وهذا كله يدلنا على فضل الصحابة وعلى توقير الصحابة لأهل بيت رسول الله ﷺ، أثران عن أبي بكر ﵁ وهذا الأثر عن عائشة ﵂ التي اختارته -يعني عليا- لكونه يسافر مع الرسول ﷺ ليسأله فسأله فقال جعل النبي ﷺ ثلاثة أيام بلياليها للمسافر ويوم وليلة للمقيم وهذا فيه
التفريق والتفصيل بين المسافر والمقيم فإن المقيم ليس عليه كلفة وليس عليه مشقة ولهذا جعل له يوم وليلة فقط وأما المسافر الذي بحاجة إلى أن يشد الخفاف وأن تبقى فإنه جعل له مدة أطول، والخفاف يعني هي ما يتخذ من الجلود للبسه في البرد وكذلك اتقاء الرمضاء واتقاء الشوك وغير ذلك وليس خاصا ذلك بالخفاف بل ما جاء من القماش مثل الشراب ومثل الجوارب فإن الإنسان يمسح عليها كما يمسح على الخفاف وكذلك اللفائف التي يلفها على رجليه لفا فإنه أيضا بمعنى الخف وبمعنى الجوارب.
1 / 78