أما صاحب السنة وصاحب الشريعة إذا سمع هذا الحديث أو غيره من أحاديث النبي ﷺ فإنه يستبشر ويتهلل وجهه ويفرح ويتلقاه بالقبول. كيف لا، وهو كلام نبيه ﷺ.
ثم أورد المصنف أثرًا عن أنس بن مالك"﵁"فقال: وروى أنس بن مالك"﵁"قال: " كانت زينب بنت جحش تفخر على أزواج النبي ﷺ: تقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله من فوق سبع سماوات " رواه البخاري وفيه التصريح بالفوقية، وهو - كما سبق - أحد أنواع الأدلة الدالة على علو الله ﵎.
وزينب بنت جحش ﵂ زوَّجها الله من فوق سبع سماوات، كما قال تعالى: ﴿فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا﴾ ١، فكانت تفخر بذلك على أزواج النبي ﷺ، تقول: زوجكن أهاليكنَّ، أي: كلُّ واحدة منكنَّ زوجها أهلها، إما أبوها أو وليها. أما أنا فزوجني الله من فوق سبع سماوات.
الشاهد من ذلك قولها:"من فوق سبع سماوات".
وفي حديث أبي هريرة"﵁"أنَّ رسول الله ﷺ ذكر المؤمن عند موته، وأنه يعرج بروحه حتى ينتهي إلى السماء التي فيها الله ﷿. رواه الإمام أحمد والدارقطني وغيرهما" ثم أورد هذا الحديث: حديث أبي هريرة"﵁"وهو في ذكر قبض روح المؤمن عند موته والعروج بها إلى السماء، وأنها تمر بالسماء الأولى فيرحب بها من في تلك السماء من الملائكة، ويقولون: أيتها الروح الطيبة. ثم يصعد بها إلى السماء التي تليها، إلى أن قال: حتى ينتهي إلى السماء التي
١ الآية ٣٧ من سورة الأحزاب.