131

Explanation of Al-Hafiz Abd al-Ghani al-Maqdisi's Creed

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

Daabacaha

غراس للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

Noocyada

رحمة الله ـ، وهكذا من يقول في الله وعلى الله بغير علم، وينتقص الرب وعظمته أو يتهكم بشيء من صفاته.
والجهمية الذين لا يثبتون لله ﷿ يدًا - إمعانًا منهم في الضلال - ادَّعوا أنَّ الرد هنا على اليهود لإثباتهم اليد لله، ويريدون أن يتوصلوا بذلك إلى نفي اليد عن الله ﷿، وأنه جل وعلا لا يوصف بها.
وكيف يستقيم استدلالهم، ولم ينكر الله ﷿ على اليهود إثبات اليد، بل أكد ثبوتها له ﷾، وذكر أن له يدين؟!
أيمكن أن يرد على من يصف الله بصفة ليست ثابتة له بتأكيدها؟!، فقال سبحانه: ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ﴾ فأثبت جل وعلا لنفسه اليدين، ووصفهما بأنهما مبسوطتان خلافًا لما يدعيه هؤلاء.
ومن دلالات هذه الآية أن لله ﷿ يدين كما أخبر، فالمقام هنا مقام إثبات وثناء وتمجيد وتعظيم وتنزيه لله ﷿ عن افتراء اليهود.
وفي الآية وصف اليدين بالبسط، والبسط هو كثرة الإنفاق والعطاء والجود، ولهذا جاء في الحديث الصحيح:"إن الله ﷿ يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها" ١، وقال ﷺ في الحديث الآخر:"إن يمين الله ملأى، لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض، فإنَّه لم ينقص ما في يمينه، وعرشه على الماء، وبيده الأخرى القبض يرفع ويخفض" ٢.

١ أخرجه مسلم " رقم ٦٩٢١ "
٢ سبق تخريجه.

1 / 136