126

Explanation of Al-Hafiz Abd al-Ghani al-Maqdisi's Creed

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

Daabacaha

غراس للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

Noocyada

وتعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾، يده أي: يد الله ﷿، يد: مضاف مفرد، والهاء الضمير: مضاف إليه، وهو مفرد أيضًا. ولمَّا يكون المضاف إليه جمعًا فمن المناسب أن يكون المضاف جمعًا كذلك، كما في قوله تعالى: ﴿مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا﴾ .
ومن أغراض التعبير بالجمع عن المفرد: التعظيم.
وبهذا يزول تلبيس الجهمية ومشاكستهم في هذا المقام، حيث يقول بعضهم: يلزم من ذلك إثبات أيد كثيرة، أو أعين كثيرة، أو نحو ذلك مما يقوله هؤلاء.
فلله ﷿ يدان، ثبتتا في كتابه وسنة رسوله ﷺ، إحداهما: يمين، والثانية: أخرى، كما في الحديث الصحيح:"إن يمين الله ملأى، لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض، فإنه لم ينقص ما في يمينه، وعرشه على الماء، وبيده الأخرى القبض يرفع ويخفض" ١، وجاء في رواية في صحيح مسلم ٢ تكلم في إسنادها بعض أهل العلم فيها ذكر الشمال: " شماله "، فإن صحت هذه الرواية وثبتت يقال عن اليد الأخرى: إنها شمال، وإلا فيقال: " الأخرى ".
وكونه سبحانه له يمين وأخرى، لا يتنافى مع ما ثبت عنه ﷺ في الحديث

١ سبق تخريجه.
٢ " رقم ٤٦٩٨ " عن عبد الله بن عمر قال رسول الله ﷺ: " يطوي الله ﷿ السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون ".

1 / 131