"والآثار عن النبي ﷺ، وأصحابه، وسائر علماء الأمة متواترة عند من تتبعها قد جمع العلماء فيها مصنفات صغارًا، وكبارًا"١. "بل من أكثر النظر في آثار الرسول ﷺ علم بالاضطرار أنه ألقى إلى الأمة أن ربكم الذي تعبدونه فوق كل شيء، وعلى كل شيء، فوق العرش، وفوق السماوات، وعلم أن عامة السلف كان هذا عندهم مثل ما عندهم أن الله بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير"٢. فأدلة ثبوت صفتي الاستواء على العرش، والعلو كثيرة جدًا، فهي "مما لا يحصيه إلا الله مما هو أبلغ المتواترات اللفظية، والمعنوية"٣.
وصفة "الاستواء من الصفات السمعية المعلومة بالخبر"٤، وهي من الصفات الفعلية. وهذا "قول أئمة أهل الحديث والسنة"٥. والمنقول عن السلف في معنى الاستواء لا يخرج عن أربعة معان٦. قد ذكرها ابن القيم – ﵀ – في نونيته عند كلامه على الاستواء فقال: -
ولهم عبارات عليه أربع
قد حصلت للفارس الطعان
وهي استقر وقد علا وكذلك
ار تفع الذي ما فيه من نكران
وكذاك قد صعد الذي هو رابع
............................
وهذه المعاني كلها منقولة عن السلف، وهم "وإن اختلفت عباراتهم فمقصودهم واحد، وهو إثبات علو الله على عرشه"٧، فإنهم قد "فسروا الاستواء بما يتضمن الارتفاع فوق العرش"٨.