61

Explanation of Al-Aqidah Al-Wasitiyah by Sheikh Al-Islam Ibn Taymiyyah

شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

Daabacaha

دار ابن الجوزي،الدمام

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢١هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

والِمحَال المذكور في الآية "فسِّر بالكيد، والمكر"١. وهذا يدل على أن "إطلاق هذه الألفاظ عليه – سبحانه – لا يتوقف على إطلاقها على المخلوق"٢، ومن ذلك قوله: ﴿أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُون﴾ [الأعراف: ٩٩] ٣، ومنه أيضًا قوله – تعالى –: ﴿إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾ [القلم: ٤٥]، أما من حيث الأفعال، والأسماء "فلا يجوز إطلاق أفعالها على الله مطلقًا، فلا يقال: إنه – تعالى – يمكر، ويخادع، ويستهزئ، ويكيد"، و"كذلك بطريق الأولى لا يشتق له منها أسماء يسمى بها"٤، فإن أسماءه كلها حسنى. وقوله: ﴿إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا﴾ [النساء: ١٤٩]، وقوله: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [النور: ٢٢]، وقوله: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون: ٨]، وقوله عن إبليس: ﴿فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [ص: ٨٢]، في هذه الآيات إثبات صفة العفو، والمغفرة، والرحمة لله – تعالى-، فإنه "لما كان قد ثبت بالقرآن أنه غفار للتائبين، رحيم بالمؤمنين، علم أنه موصوف بالمغفرة، والرحمة"٥. وفيها إثبات العزة لله – تعالى _، ومعنى هذه الصفة الكريمة دائر

١ مختصر الصواعق المرسلة (٢/٣٠) . ٢ المصدر السابق (٢/٣٥) . ٣ المصدر السابق. ٤ المصدر السابق (٢/٣٤) . ٥ منهاج السنة النبوية (٣/١٠٢)، وانظر: مجموع الفتاوى (٨/٣٠٨) .

1 / 66