مثقال ذرة من إيمان" ١، وأما زيادة العمل الصالح الذي على الجوارح، ونقصانه فمتفق عليه"٢. "والزيادة قد نطق بها القرآن في عدة آيات"٣، "قال الله – تعالى-: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحجرات: ١٥]، وقال: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ – إلى قوله: - ﴿أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا﴾ [الأنفال ٢ – ٤]، وقال: ﴿فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللهُ﴾ [آل عمران: ١٧٣]، وقال: ﴿لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ﴾ [الفتح: ٤] وقال: ﴿فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ [التوبة: ١٢٤] .
وقال النبي ﷺ: " الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق "٤، وقال لوفد عبد القيس: "آمركم بالإيمان بالله، أتدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن تؤدوا خمس ما غنمتم" ٥"٦.
"وعلى هذا فنقول: إذا نقص شيء من واجباته فقد ذهب ذلك الكمال والتمام"٧.
وهم مع ذلك لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي، والكبائر كما يفعله الخوارج،
وبيان هذا "أن أئمة المسلمين، أهل المذاهب الأربعة، وغيرهم مع
١ رواه البخاري (٧٤٣٩)، ومسلم (١٨٣) .
٢ مجموع الفتاوى (٦/٤٧٩) . وانظر: منهاج السنة النبوية (٥/٢٩٦) .
٣ المصدر السابق (٧/٢٢٨) .
٤ رواه مسلم (٣٥) .
٥ رواه البخاري (١٣٩٨)، ومسلم (١٧) .
٦ مجموع الفتاوى (٧/٦٧١ – ٦٧٢) .
٧ منهاج السنة النبوية (٥/٢٠٦) .