فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم. فيقولان له: نم كنومة العروس: الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك. وإن كان منافقًا قال: لا أدري، كنت أسمع الناس يقولون شيئًا فقلته. فيقولان: إنا كنا نعلم أنك تقول ذلك، ثم يقال للأرض: التئمي عليه، فتلتئم عليه حتى تختلف فيها أضلاعه، فلا يزال معذبًا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك" ١، وهذا الحديث فيه اختلاف أضلاعه وغير ذلك مما يبين أن البدن نفسه يعذب.
وعن أبي هريرة ﵁ أن النبي ﷺ قال: "إذا احتضر الميت أتته الملائكة بحريرة بيضاء. فيقولون: اخرجي كأطيب ريح المسك، حتى إنه ليناوله بعضهم بعضًا، حتى يأتوا به باب السماء. فيقولون: ما أطيب هذه الريح متى جاءتكم من الأرض؟ فيأتون به أرواح المؤمنين، فلهم أشد فرحًا به من أحدكم بغائبه يقدم عليه، يسألونه: ماذا فعل فلان؟ فيقولون: دعوه، فإنه في غم الدنيا، فإذا قال: إنه أتاكم، قالوا: ذهب إلى أمه الهاوية. وإن الكافر إذا احتضر أتته ملائكة العذاب بمسح. فيقولون: اخرجي مسخوطًا عليك إلى عذاب الله، فتخرج كأنتن جيفة، حتى يأتوا به أرواح الكفار" رواه النسائي والبزار٢، ورواه مسلم مختصرًا عن أبي هريرة ﵁، وعند الكافر، ونتن رائحة روحه، فرد رسول الله ﷺ ريطة كانت عليه على أنفه هكذا٣. والريطة: ثوب رقيق لين، مثل الملاءة.
وأخرجه أبو حاتم في صحيحه، وقال: "إن المؤمن إذا حضره الموت حضرت ملائكة الرحمة، فإذا قبضت نفسه جعلت في حريرة بيضاء، فتنطلق بها إلى باب السماء، فيقولون: ما وجدنا ريحًا أطيب من
١ رواه الترمذي (١٠٧١)، (٣/٣٧٤)، وأبو حاتم في صحيحه، الإحسان (٣١١٧)، (٧/٣٨٦) .
٢ رواه النسائي (١٨٣٤)، كشف الأستار عن زوائد البزار (١/٤١٤) .
(٢٨٧٢) .