159

Explanation of al-Aqeedah al-Waasitiyyah by al-Uthaymeen

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

Daabacaha

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

السادسة

Sanadka Daabacaadda

١٤٢١ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

ينافي المعنى الأول، لأنه يدل على غناه بنفسه عن جميع خلقه، وقيل ﴿الصَّمَدُ﴾ يمعنى المفعول، أي: المصمود إليه، أي الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجها، بمعنى: تميل إليه وتنتهي إليه وترفع إليه حوائجها، فهو بمعنى الذي يحتاج إليه كل أحد.
هذه الأقاويل لا ينافي بعضها بعضًا فيما يتعلق بالله ﷿، ولهذا نقول: إن المعاني كلها ثابتة، لعدم المنافاة فيما بينها.
ونفسره بتفسير جامع فنقول: ﴿الصَّمَدُ﴾: هو الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته، فهي صامدة إليه.
وحينئذ يتبين لك المعنى العظيم في كلمة ﴿الصَّمَدُ﴾: أنه مستغن عن كل ما سواه، كامل في كل ما يوصف به، وأن جميع ما سواه مفتقر إليه.
فلو قال لك قائل: إن الله استوى على العرش، هل استواؤه على العرش بمعنى أنه مفتقر إلى العرش بحيث لو أزيل لسقط؟ فالجواب: لا، كلا، لأن الله صمد كامل غير محتاج إلى العرش، بل العرش والسماوات والكرسي والمخلوقات كلها محتاجة إلى الله، والله في غنى عنها فنأخذه من كلمة ﴿الصَّمَدُ﴾.
لو قال قائل: هل الله يأكل أو يشرب؟ أقول: كلا، لأن الله صمد.
وبهذا نعرف أن ﴿الصَّمَدُ﴾ كلمة جامعة لجميع صفات

1 / 161