126

Explanation of al-Aqeedah al-Waasitiyyah by al-Uthaymeen

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

Daabacaha

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

السادسة

Sanadka Daabacaadda

١٤٢١ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

في نفي التمثيل، فهم لا يكيفون ولا يمثلون.
قوله: "لأنه سبحانه": (سبحان): اسم مصدر سبح والمصدر تسبيح، فـ (سبحان) بمعنى تسبيح، لكنها بغير اللفظ، وكل ما دل على معنى المصدر وليس بلفظه، فهو اسم مصدر، كـ: سبحان من سبح، وكلام من كلم وسلام من سلم، وإعرابها مفعول مطلق منصوب على المفعولية المطلقة، وعاملها محذوف دائمًا.
ومعنى (سبح)، قال العلماء: معناها: نزه، أصلها من السبح وهو البعد، كأنك تبعد صفات النقص عن الله ﷿، فهو ﷾ منزه عن كل نقص.
قوله: "لا سمي له": دليل ذلك قوله تعالى: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ [مريم: ٦٥]: ﴿هَلْ﴾ استفهام، لكنه بمعنى النفي ويأتي النفي بصيغة الاستفهام لفائدة عظيمة، وهي التحدي، لأن هناك فرقًا بين أن أقول: لا سمي له، و: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾، لأن ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ متضمن للنفي وللتحدي أيضًا، مُشرَب معنى التحدي، وهذه قاعدة مهمة: كلما كان الاستفهام بمعنى النفي، فهو مشرب معنى التحدي، كأني أقول: إن كنت صادقًا، فأتني بسمي له وعلى هذا، فـ ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾: أبلغ من: "لا سميّ له".
والسمي: هو المسامي، أي: المماثل.
قوله: "ولاكفء له": والدليل قوله تعالى: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ

1 / 128