114

Explanation of al-Aqeedah al-Waasitiyyah by al-Uthaymeen

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

Daabacaha

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

السادسة

Sanadka Daabacaadda

١٤٢١ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

وإذا لم يحدث لك هذا الإيمان هذا الشيء، فاعلم أن إيمانك بأن الله سميع إيمان ناقص بلا شك.
إذا آمنت بأن الله سميع، فلن تتكلم إلا بما يرضيه ولا سيما إذا كنت تتكلم معبرًا عن شرعه، وهو المفتي والمعلم، فإن هذا أشد، والله سبحانه يقول ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام: ١٤٤]، فإن هذا من أظلم الظلم ولهذا قال ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأحقاف: ١٠] وهذا من عقوبه من يفتي بلا علم، أنه لا يُهدَى، لأنه ظالم.
فحذار يا أخي المسلم أن تقول قولًا لا يرضي الله، سواء قلته على الله، أو على غير هذا الوجه.
وثمرة الإيمان بأن الله بصير أن لا تفعل شيئًا يغضب الله، لأنك تعلم أنك لو تنظر نظرة محرمة لا يفهم الناس أنها نظرة محرمة، فإن الله تعالى يرى هذه النظرة، ويعلم ما في قلبك، ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ [غافر: ١٩].
إذا آمنت بهذا، لا يمكن أن تفعل فعلًا لا يرضاه أبدًا.
استحي من الله كما تستحيي من أقرب الناس إليك وأشدهم تعظيمًا منك.
إذًا، إذا آمنا بأن الله بصير، فسوف نتحاشى كل فعل يكون سببًا لغضب الله ﷿، وإلا، فإن إيماننا بذلك ناقص.

1 / 116