Explanation and Clarification on Tafsir al-Jalalayn - Part 1
التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م
Noocyada
وقولُه: (بالأَكل منها): بيانٌ للمنهي عنها المتعلِّق بالشجرة يدلُّ لذلك قوله قبل ذلك: ﴿وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا﴾، فقوله: ﴿وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ﴾: كالاستثناءِ من الإباحةِ العامة المفهومةِ من قوله: ﴿حَيْثُ شِئْتُمَا﴾.
وقولُه: (وهي الحِنطة أو الكَرْم أو غيرهما): لم يقل دليلًا على تعيينِ الشجرة المنهي عنها أو جنسِها فلا معنى للخوض في ذلك.
وقولُه: (فتَصيرَا): لأنَّ من معاني كانَ: صار، وذلك إذا وقعتْ بعد فاءِ السببية كما هنا. وقولُه: (العاصينَ): بيانٌ لنوع الظلم، وأنه مِنْ ظلم العبد نفسَه بالمعصية لا بالكفر.
وقولُه: (إبليسُ أذهبَهما): فسَّرَ الشيطانَ بإبليس الذي امتنعَ من السجود لآدم، وأَزَلَّهُمَا أذهبهما، فالمعنى: أذهبَهما إبليس عن الجنة فصار لعدوِّهما اسمانِ: إبليس والشيطان، وإبليسُ من الإبلاس، وهو: اليأسُ من رحمة الله (^١)، والشيطان قيل: مِنْ شاط، وقيل: مِنْ شَطَنَ (^٢).
وقولُه: (وفي قراءةِ: ﴿فَأَزَالَهُمَا﴾ نحَّاهما): قلتُ: القراءتان متقاربتان لفظًا ومعنى، على ما ذكره المؤلِّف في معنى «أَزَلَّهُمَا» قال: أذهبَهما، والصوابُ أنَّ معناهما مختلفٌ؛ «فأزَّلَهُمَا» مِنْ الزَّلل، و«أزالهما» من الإزالة.
وقولُه: (أي: الجنة …) إلى آخره: بيَّن مَرْجِعَ الضميرِ في قوله تعالى: ﴿عَنْهَا﴾، ثم ذكر المؤلِّف ﵀ حيلةَ الشيطان في إخراج آدم وزوجِه من الجنة، وذلك مبيَّن في سورة الأعراف وطه، ففي الأعراف قوله تعالى: ﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا …﴾ [الأعراف: ٢٠] إلى قوله: ﴿فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ﴾ [الأعراف: ٢٢]، وفي سورة طه: قوله تعالى: ﴿فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى * فَأَكَلَا مِنْهَا ..﴾ الآية [طه: ١٢١، ١٢٠].
(^١) ينظر: «لسان العرب» (٦/ ٢٩). (^٢) ينظر: «لسان العرب» (١٣/ ٢٣٨).
1 / 101