Explanation and Clarification on Tafsir al-Jalalayn - Part 1
التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م
Noocyada
والثالث: مقام الإنذار، ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (١)﴾ [الفرقان: ١].
والرابع: مقام الدعاء، ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ﴾ [الجن: ١٩] (^١).
﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْب﴾ شكٍّ ﴿مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدنَا﴾ محمدٍ مِنْ القرآن أنه مِنْ عندِ الله ﴿فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْله﴾ أي: المُنزَّل، و«مِنْ» للبيان أي: هي مثلُهُ في البلاغةِ وحُسن النَّظمِ والإخبار عن الغيب، والسورةُ قطعةٌ لها أولٌ وآخر أقلُّها ثلاثُ آيات ﴿وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ﴾ آلهتَكم التي تعبدونَها ﴿مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ أي: مِنْ غيره لِتُعِيْنَكُم ﴿إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ في أنَّ محمدًا قالَهُ مِنْ عند نفسِه، فافعلوا ذلك فإنكم عربيُّون فصحاءُ مثله، ولمَّا عجزوا عن ذلك قال تعالى: ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا﴾ ما ذُكِرَ لِعَجْزِكُم ﴿وَلَنْ تَفْعَلُوا﴾ ذلك أبدًا لظهور إعجازِه - اعتراضٌ - ﴿فَاتَّقُوا﴾ بالإيمان بالله وأنه ليس من كلامِ البشر ﴿النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ﴾ الكفارُ ﴿وَالْحِجَارَةُ﴾ كأصنامِهم منها، يعني: أنها مُفرطة الحرارة تتقدُ بما ذُكِرَ، لا كنارِ الدنيا تتقد بالحطبِ ونحوه ﴿أُعِدَّتْ﴾ هُيِّئَتْ ﴿لِلْكَافِرِينَ﴾ يُعذَّبون بها، جملةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ أو حالٌ لازمةٌ.
وقولُ المؤلِّف: (شكٍّ): تقدم تفسيرُه للرَّيب بالشك، والرَّيب أخصُّ من الشك؛ لأنه شكٌّ يفضي إلى الحَيرة والقلق (^٢).
وقولُه: (أي: المُنزَّل): يريد أنَّ الضمير في قوله: ﴿مِثْلِهِ﴾ يعود إلى الموصول في قوله: ﴿مما نَزَّلْنَا﴾، والمنزَّل: هو القرآن، وهذا أحد الوجهين
(^١) ينظر: «روضة المحبين» (ص ٨٤)، و«مدارج السالكين» (١/ ١٥٦ - ١٥٧)، و(٣/ ٤٠٠). (^٢) ينظر: «توضيح مقدمة التفسير» لشيخنا (ص ٧٩ - ٨٠).
1 / 67