42

Explanation and Clarification on Tafsir al-Jalalayn - Part 1

التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م

Noocyada

وقولُه تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (١١) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (١٢)﴾ [البقرة: ١١ - ١٢]: يخبرُ - تعالى - في هاتَين الآيتَين عن هؤلاء المنافقين أنهم إذا قيل لهم: ﴿لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ﴾ بالكفر والمعاصي والصدِّ عن سبيل الله ﴿قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (١١)﴾، فجعلوا الإفسادَ إصلاحًا إمَّا جهلًا وإمَّا عِنادًا، وهذا كقولهم في الآية الأخرى: ﴿إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (٦٢)﴾ [النساء: ٦٢]، فأكذبَهم الله بقولهم: ﴿قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (١١)﴾، وأخبر خبرًا مؤكدًا أنهم ﴿إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (١٢)﴾ أي: لا يعلمون. ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ﴾ أي: لهؤلاء ﴿لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْض﴾ بالكفرِ والتعويقِ عن الإيمان ﴿قَالُوا إنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾ وليسَ ما نحن فيه بفسادٍ، قال الله - تعالى - ردًّا عليهم ﴿أَلَا﴾ للتنبيهِ ﴿إنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يشعرون﴾ بذلك. وقولُ المؤلِّف: (لهؤلاء): الإشارة إلى مَنْ تقدَّم ذكرهم قريبًا، وهم: المنافقون. وقولُه: (بالكفرِ والتعويقِ عن الإيمان): هذا تفسيرٌ للإفساد في الأرض، ولا ريب أن الكفر والصدَّ عن دين الله أعظم فسادٍ وإفسادٍ، كما أن الإيمان والدعوةَ إلى الله أعظم إصلاحٍ في الأرض؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾ [الأعراف: ٥٦] وقولهم: ﴿إنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾: دعوى كاذبة تتضمنُ مغالطةً وهي نفيُ الفساد عن عملهم وأنه إصلاح.

1 / 46