Explaining the Tahawiyyah Creed - Safar al-Hawali
شرح العقيدة الطحاوية - سفر الحوالي
Noocyada
والقرن العشرون أكثر القرون في تاريخ البشرية اضطرابًا وحيرة وتفككًا وضياعًا، ومعلوم أن الذي يعبر عن هذا حق التعبير في أي واقع ومجتمع -سواء كَانَ هذا الواقع حقًا أو باطلًا عقيدة أو سلوكًا- بالتعبير الدقيق هم أصحاب الإحساس العميق الدقيق، كالشعراء والأدباء وأمثالهم.
فماذا يقول أدباء وشعراء أوروبا حول قضية أنه لا حياة للإنسان، ولا سعادة ولا هناء إلا بأن يعرف الله ﷾؟!!
عبروا عن ذلك بما يدل عَلَى الضياع والفراغ والحيرة، ويؤسفني جدًا أن أقول: إن بعض أدباء الْمُسْلِمِينَ يسلكون وينتهجون منهج أُولَئِكَ الأدباء الحيارى الضائعين؛ ولذلك نجد كثيرًا من الدواوين الشعرية ضائعة تمامًا.
فمثلًا شاعر نصراني يقول:
جئت لا أدري من أين؟! ولكني أتيت
وغيره من الشعراء يكتب ديوانًا كاملًا تقرأ فيه الحيرة والضياع والألم، فيتألم من شيء لا يدري ما هو.
ونحن والله نعرف أن سببه هو عدم الإيمان بالله ﷿، وأنه لو عرف الله ﷾ وصلى وقرأ كتاب الله، لما كَانَ في شعراء الْمُسْلِمِينَ من يقول:
ومضى عمري ولا أعرف دربي أبدًا.
أما نَحْنُ والله إننا نعرف دربنا وإلى أين المصير، ونعرف أن مردنا إِلَى الله ﷾، وأنه فرض علينا فرائض وشرع لنا شرائع، فإذا وقفنا عند حدوده ووحدناه ﷾ وأطعناه فمصيرنا إِلَى الجنة والسعادة في الدنيا والآخرة، وإن عصيناه وتعدينا حدوده فمصيرنا إِلَى الشقاء وضيق الدنيا، وإلى النَّار في الآخرة أجارنا الله وإياكم، لكن الحيارى لا يدركون ذلك.
وهذا شاعر فرنسي وهو من أكبر الشعراء أثرًا في فرنسا يقول: "حيرة الإِنسَان المعاصرة"!!، طبعًا هم يعممون الإِنسَان لأنهم يظنون أن الْمُسْلِمِينَ حيارى، ونحن في الحقيقة حيارى؛ لأن القليل منّا من يمثل حقيقة الإسلام، فيظنون أننا مثلهم عَلَى هامش الأمم حيارى.
1 / 16