Explaining the Tahawiyyah Creed - Safar al-Hawali
شرح العقيدة الطحاوية - سفر الحوالي
Noocyada
فسيقول: نعم، يقول تعالى: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [الإِنسَان: ٣٠]، فأنت لك مشيئة والله ﷾ له مشيئة.
ومن هنا نقول: إن آيات وأحاديث الصفات وأصول العقيدة جملة، ليست من المتشابه؛ بل هي من المحكم الواضح الجلي. وإن كَانَ في بعضها ما قد لا يفهمه إلا أولو العلم أو بعض طلبة العلم، لكنها بالجملة من المحكم، وأما الفهم فتتفاوت الأفهام بما يقدر الله ﷿ لكل إنسان من معرفة اللغة والأهلية عَلَى ذلك.
فهذه المميزات وغيرها تجعلنا جميعًا ندين الله ﷾ بهذه العقيدة دون غيرها، ونتعلمها ونتعبد الله ﷿ بها دون غيرها، وإن تعلمنا غيرها فمن باب معرفة الباطل ليجتنب لا من باب معرفته ليعتقد.
وحسبنا ما في هذه العقيدة، فإن النبي ﷺ كما في الحديث الذي رواه النَّسَائِيُّ لما رأى في يد عُمَرَ ﵁ صحيفة من التوراة قَالَ: (أوقد فعلتموه، والله لو كَانَ موسى بن عمران حيًا ما وسعه إلا اتباعي)، ولما فتح سعد بن أبي وقاص المدائن -مدائن كسرى - وجدوا من الكتب الضخمة التي كَانَ كسرى يحتفظ بها في سائر العلوم والفنون، فكتبوا إِلَى عُمَر رضى الله عنه وَقَالُوا: هل ترى أن ننقلها إِلَى الْمُسْلِمِينَ أو أن نستفيد منها؟
فقَالَ: أحرقوها أو أغرقوها. فما كَانَ فيها من شر فليرحنا الله منه، وما كَانَ فيها من خير فقد أغنانا الله بما هو أعظم منه، والْحَمْدُ لِلَّهِ.
فلا نحتاج في مصدر ديننا، وفي معرفة ربنا ﷾، أن نتلقى من غير ما كَانَ النبي ﷺ وأصحابه يأخذونه، وهو الوحي.
1 / 11