44

Enjoining Good and Forbidding Evil in Light of the Qur'an and Sunnah

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء الكتاب والسنة

Daabacaha

-

Lambarka Daabacaadda

الرابعة

Sanadka Daabacaadda

١٤١٧هـ - ١٩٩٦م

Noocyada

النبي ﷺ، يقول: «إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك الله أن يعمهم بعقاب منه» (١) وليس في هذه الآية الكريمة " ما يدل على عدم وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإنما أراد الله سبحانه أن يعلم عباده بأنه لا يطلب منهم هداية العباد، ونتائج أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وإنما واجبهم جهاد المنكر وأما تحقيق النتائج فهو أمر يختص به رب العالمين، فلا يجوز إذن أن يعتذر أحد عن تقاعسه عن هذا الواجب بصدود الناس وعدم استجابتهم، إذ ليس عليه هداهم ولكن عليه نهيهم عن المنكر وأمرهم بالمعروف " (٢) .
يقول ابن تيمية ﵀: " والاهتداء إنما يتم بأداء الواجب، فإذا قام المسلم بما يجب عليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قام بغيره من الواجب لم يضره ضلال الضلال " (٣) .
ويقول الزمخشري في تفسير الآية: " ليس المراد ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن من تركهما مع القدرة عليهما فليس بمهتد، وإنما هو بعض الضلال الذي فصلت الآية بينهم وبينه " (٤) .
ويقول أبو السعود: " ولا يتوهمن فيه رخصة في ترك الأمر بالمعروف

(١) رواه الترمذي وقال عنه صحيح، انظر الترمذي بشرح ابن العربي، جـ ٢، ص ١٥.
(٢) الجهاد، مصدر سابق، ص ١٧٤.
(٣) الحسبة في الإسلام، ص ٦٤.
(٤) الكشاف عن حقائق التنزيل، جـ ١، ص ٣٨٦.

1 / 54