Encyclopedia of the Virtues of Islam and Refutation of the Slanders
موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام
Daabacaha
دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع (دار وقفية دعوية)
Daabacaad
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Noocyada
يَعْنِي النَّبِيَّ ﷺ (١) وَعَن العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ قال: شَهِدْتُ مَعَ رَسُول الله ﷺ يَوْمَ حُنينٍ فَلَزِمْتُ أنا وَأبُو سُفْيَانَ بْنُ الحارِثِ بْنِ عَبْدِ المطَّلِبِ رَسُولَ الله ﷺ فلَمْ نُفَارِقْهُ، وَرَسُولُ الله ﷺ علَى بَغْلَةٍ لَهُ بَيْضَاءَ أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ بْنُ نُفَاثَةَ الجذَامِيُّ، فَلَمّا الْتَقَى المسْلِمُونَ وَالْكُفَّارُ وَلَّى المسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ فَطَفِقَ رَسُولُ الله ﷺ يَرْكُضُ بَغْلتَهُ قِبَلَ الْكُفَّارِ، قَال عَبَّاسٌ: وَأَنا آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُول الله ﷺ أَكفُّهَا إِرَادَةَ أَنْ لَا تُسْرِعَ، وَأبو سُفْيَانَ آخِذٌ بِرِكَابِ رَسُول الله ﷺ، فَقَال رَسُولُ الله ﷺ: أَيْ عَبَّاسُ نَادِ أَصْحَابَ السَّمُرَةِ، فَقَال عَبَّاسٌ: وَكَانَ رَجُلًا صَيِّتًا فَقُلْتُ: بِأَعْلَى صَوْتي أَيْنَ أَصْحَابُ السَّمُرَةِ؟ قَال: فَوَ الله لَكَأَنَّ عَطفتهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَؤْتي عَطْفَةُ الْبقَرِ عَلَى أَوْلَادِهَا، فَقَالوا: يَا لَبّيكَ يَا لَبّيكَ، قَال: فَاقْتَتَلُوا، وَالْكُفَّارَ وَالدَّعْوَةُ فِي الْأنصَارِ يَقُوُلونَ: يَا مَعْشَرَ الْأنصَارِ، يَا مَعْشَرَ الْأنصَارِ، قَال: ثُمَّ قُصِرَتْ الدَّعْوَةُ عَلَى بَني الحارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَقَالوا: يَا بَني الحارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، يَا بَنِي الحارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَنَظَرَ رَسُولُ الله ﷺ وهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ كَالمتطَاوِل عَلَيْهَا إِلَى قِتَالهِمْ، فَقَال رَسُولُ الله ﷺ: هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ، قَال: ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ الله ﷺ حصَيَاتٍ فَرَمَى بِهِنَّ وُجُوهَ الْكُفارِ ثُمَّ قَال: انْهرمُوا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، قَال: فَذَهَبْتُ انظر فَإِذَا الْقِتَال عَلَى هَيْئتَهِ فِيمَا أَرَى قَال: فَوَ الله مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَمَاهُمْ بِحَصَيَاتِهِ فَما زِلْتُ أَرَى حَدَّهُمْ كَلِيلًا وَأَمْرَهُمْ مُدْبِرًا. (٢)
قال النووي: قال العلماء: ركوبه ﷺ البغلة في موطن الحرب وعند اشتداد الناس هو النهاية في الشجاعة والثبات ولأنه أيضا يكون معتمدًا يرجع المسلمون إليه وتطمئن قلوبهم به وبمكانه. (٣)
وعَنْ أَنس بنِ مَالِكٍ قَال: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزعَ أَهْلُ المُدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ النَاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ فَاسْتَقْبَلَهُمْ النَّبِيُّ ﷺ قَدْ سَبَقَ النَّاسَ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ يَقُولُ: لَنْ تُرَاعُوا، لَنْ تراعُوا وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ
(١) مسلم (١٧٧٦).
(٢) مسلم (١٧٧٥).
(٣) شرح النووي على مسلم ٦/ ٣٦٠.
1 / 324