Encyclopedia of Heart Jurisprudence
موسوعة فقه القلوب
Daabacaha
بيت الأفكار الدولية
Noocyada
اللطيف
ومن أسمائه الحسنى ﷿: اللطيف.
قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (١٩)﴾ [الشورى: ١٩].
وقال الله تعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٤)﴾ [الملك: ١٤].
الله ﵎ هو اللطيف، الذي أحاط علمه بالسرائر والخفايا، وأدرك الخبايا والبواطن، الذي لا تخفى عليه خافية، ووصل علمه إلى كل خفي.
وهو سبحانه اللطيف، البر بعباده، الذي يلطف ويرفق بهم من حيث لا يعلمون، ويرزقهم من حيث لا يحتسبون، والذي يلطف بعبده ووليه، فيسوق إليه البر والإحسان من حيث لا يشعر، ويعصمه من الشر من حيث لا يحتسب، ويرقيه إلى أعلى المراتب بأسباب لا تخطر على باله، حتى أنه يذيقه المكاره ليتوصل بها إلى المحاب الجليلة، والمقامات النبيلة: ﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (١٩)﴾ [الشورى: ١٩].
وهو سبحانه العالم بكل شيء، الذي لا يفوته من العلم شيء وإن دق وصغر وخفي، حتى الخردلة التي لا وزن لها لا تخفى عليه، لأنه اللطيف الخبير كما قال سبحانه: ﴿يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (١٦)﴾ ... [لقمان: ١٦].
وإذا علم العبد أن ربه متصف بكمال العلم بكل صغيرة وكبيرة، حاسب نفسه على أقواله وأفعاله، وراقب ربه في حركاته وسكناته، فإن العبد مكشوف بين يدي اللطيف الخبير، الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء كما قال سبحانه: ﴿وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (١٣) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٤)﴾ [الملك: ١٣، ١٤].
والله ﷿ هو اللطيف بعباده، كثير اللطف بهم، بالغ الرأفة بهم، لا يفوته من
1 / 197