Encyclopedia of Groups Attributed to Islam - Al-Dorar Al-Sunniya
موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية
Daabacaha
موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net
Noocyada
إن الخروج عن طاعة العلماء الربانيين، وترك مشورتهم مفسد للدنيا والآخرة، ولا يعني هذا تقديسهم أو التعصب لأقوال الرجال، ليس هذا إطلاقا، بل متى ما عارض قولهم قول الله ورسوله رد ولم يقبل، فقولهم معتبر ورأيهم متبع لأنهم يتبعون ما جاء من ربهم ويبينونه للناس، يقول الإمام أحمد بن حنبل واصفا العلماء: " الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم. ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا ألوية البدع، وأطلقوا عقال الفتنة " (١).أما ولي الأمر من الأمراء فطاعتهم واجبة ما دام أنهم يحكمون بكتاب الله تعالى وسنة رسوله ﷺ فالله سبحانه قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ [النساء: ٥٩]، فلم يقل وأطيعوا أولي الأمر بل عطف طاعتهم على طاعة الرسول إذ أنه لا تجب طاعة أحدهم إلا إذا اندرجت تحت طاعة الرسول ﷺ (٢).فطاعة أولي الأمر إذًا ليست طاعة مفردة مستقلة، بل طاعتهم طاعة مستثناة فيما لهم وعليهم، واجبة لهم ما دام أنهم يحكمون بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ (٣). ففي الحديث عن رسول الله ﷺ قوله: «اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة» (٤).وقال أيضا: «السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة» (٥). وقال: «إنما الطاعة في المعروف» (٦).وقال ﵇: «من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني، وإنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به، فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا، وإن قال بغيره فإن عليه منه» (٧).وكان ما قاله ﵊ في حجة الوداع قوله: «إن أمر عليكم عبد مجدع – حسبتها قالت أسود - (٨). يقودكم بكتاب الله فأسمعوا له وأطيعوا» (٩).
وفي هذه النصوص فوائد وأحكام منها:
(١) الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد بن حنبل، تحقيق عبد الرحمن عميرة (ص ٨٥). (٢) انظر الرسالة التبوكية (ص ٤٨) بتصرف. (٣) انظر «الرسالة» للشافعي (ص ٨٠)، كتاب السنة للمروزي (ص ٤١)، «الرسالة التبوكية» لابن القيم (ص ٤٩). (٤) رواه البخاري (٦٩٣). (٥) ورواه البخاري (٧١٤٤) ومسلم (١٨٣٩). (٦) رواه البخاري (٧١٤٥) ومسلم (١٨٤٠). (٧) رواه البخاري (٢٩٥٧). (٨) القائل ذلك راوي الحديث يحيى بن حصين عن جدته أم الحصين أنها سمعت رسول الله ﷺ يقول ذلك. (٩) رواه مسلم (١٢٩٨).
1 / 76