Encyclopedia of Groups Attributed to Islam - Al-Dorar Al-Sunniya
موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية
Daabacaha
موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net
Noocyada
والخلاصة من كل ما سبق أن مذهب السلف والانتساب إليه أمر لا غبار ولا اعتراض عليه وأنه لا يحق لأحد الانتساب إليه إلا إذا كان متبعًا قولًا وفعلًا ظاهرًا وباطنًا كما كان عليه الصحابة الكرام ومن تبعهم بإحسان، وأما من حاد عنهم إلى كلام الفلاسفة وعلماء الكلام الباطل وإلى اتباع العقل دون الالتفات إلى النص فهو ليس على طريقتهم وإن انتسب إليهم لأنه انتساب غير حقيقي.
٣ - الفرقة الناجية:
الفرقة في اللغة: اسم يطلق على الطائفة أو الجماعة من الناس.
والناجية: وصف لتلك الفرقة بالنجاة دون أن يكون له تعلق بالزمن والمقصود بهم هم أهل الحق ممن تمسكوا بكتاب الله تعالى وسنة رسوله ﷺ على مدى الأزمان ولا عبرة بدعاوى المنحرفين أنهم هم تلك الفرقة الناجية. ووصفهم بالناجية لعله أخذ من قول المصطفى ﷺ: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه» (١) أو لأن المتمسك بالوحيين سبيله النجاة أو لقول الرسول ﷺ: «لا تزال طائفة ... الحديث» (٢) ولا ريب أن من تمسك بكتاب الله وسنة نبيه أنه من الناجين بتوفيق الله له، ينجو من الضلالة والفتن وينجو إذا ما مات على ذلك من عذاب الله وغضبه، قال رسول الله ﷺ: «تركتكم على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك» (٣).
وهذا الاسم – الفرقة الناجية – يشمل كل من اتصف بالعقيدة الصحيحة التي كان عليها الصحابة ومن استن بسنتهم واهتدى بهديهم وربما أخذت التسمية أيضًا من حديث افتراق الأمة حيث أخبر الرسول ﷺ أن الفرق كلها هالكة إلا واحدة هي الناجية وهم الصحابة ومن تمسك بهديهم وهذا الوصف لا ينطبق إلا على السلف الذين اتبعوا الصحابة بإحسان.
ويجب أن نلاحظ أن السلف حين تسموا بهذه التسمية لا يقصدون من ورائها الشهادة لأنفسهم بالجنة ولا تزكية أنفسهم وإنما المقصود بها إظهار ما هم عليه من التمسك بكتاب الله وسنة رسوله الكريم وهما مصدر النجاة ولا يمنع أن تكون التسمية من باب التفاؤل أو من باب إظهار البراءة من المخالفين كما يرى البعض ولا مانع من ملاحظة كل ذلك.
٤ - تسميتهم أهل الحديث والسنة
كثير من العلماء يطلق هذه التسمية على السلف أهل السنة كشيخ الإسلام وغيره من رجال العلم.
وإذا أطلقوا في تسميتهم فقالوا أهل الحديث والسنة فإنهم لا يريدون التقسيم إنما هما عندهم بمعنى واحد فالسنة هي الحديث والحديث هو السنة حسب ما يظهر من صنيع المحدثين من السلف.
(١) رواه مالك في «الموطأ» (٢/ ٨٩٩) مرسلًا. ورواه موصولًا الحاكم (١/ ١٧١)، والبيهقي (١٠/ ١١٤) من حديث ابن عباس ﵄. بلفظ: «تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه». قال الحاكم: احتج البخاري بأحاديث عكرمة، واحتج مسلم بأبي أويس، وسائر رواته متفق عليهم. وهذا الحديث لخطبة النبي ﷺ متفق على إخراجه في الصحيح. ووافقه الذهبي وقال: وله أصل في الصحيح. وقال الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» (٤٠): صحيح.
(٢) رواه البخاري (٧٣١١)، ومسلم (١٩٢١). من حديث المغيرة بن شعبة ﵁. بلفظ: «لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون».
(٣) رواه ابن ماجه (٤٣)، وأحمد (٤/ ١٢٦) (١٧١٨٢) بدون لفظ: (المحجة). من حديث العرباض بن سارية ﵁. قال المنذري في «الترغيب والترهيب» (١/ ٦٨): إسناده حسن، وصححه الشوكاني في «إرشاد الفحول» (٢/ ١٣١)، والألباني في «صحيح ابن ماجه».
1 / 148