Encyclopedia of Arab Speeches in the Glorious Ages
جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة
Daabacaha
المكتبة العلمية بيروت
Goobta Daabacaadda
لبنان
Noocyada
في قسمكم كالذي أمرني به، وإني امرؤ مسلم وعبد ضعيف؛ إلا ما أعان الله ﷿، ولن يغير الذي وليت من خلافتكم من خلقي شيئًا إن شاء الله؛ نما العظمة لله ﷿، وليس للعباد منها شيء، فلا يقولن أحد منكم إن عمر تغير منذ ولي، أعقل الحق من نفسي، وأتقدم وأبين لكم أمري؛ أيما رجل كانت له حاجة، أو ظلم مظلمة، أو عتب علينا في خلق فليؤذني؛ إنما أنا رجل منكم، فعليكم بتقوى الله في سركم وعلانيتكم وحرماتكم وأعراضكم، وأعطوا الحق من أنفسكم، ولا يحمل بعضكم بعضًا على أن تحاكموا إلي، فإن ليس بيني وبين أحد من الناس هوادة، وأنا حبيب إلي صلاحكم، عزيز علي عنتكم، وأنتم أناس عامتكم حضر في بلاد الله، وأهل بلد لا زرع فيه ولا ضرع، إلا ما جاء الله به إليه، وإن الله ﷿ قد وعدكم كرامة كثيرة، وأنا مسئول عن أمانتي وما أنا فيه، ومطلع على ما بحضرتي بنفسي إن شاء الله، لا أكله إلى أحد، ولا أستطيع ما بعد منه إلا بالأمناء وأهل النصح منكم للعامة، ولست أجعل أمانتي إلى أحد سواهم إن شاء الله".
"تاريخ الطبري ٥: ٢٦، وشرح ابن أبي الحديد م ٣: ١٢٤".
٧٩- خطبة أخرى:
قال ابن عبد ربه: وخطب إذ ولي الخلافة: صعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال:
"يأيها الناس، إني داع فأمنوا، اللهم فلَيِّنِي لأهل طاعتك، بموافقة الحق، ابتغاء وجهك والدار الآخرة، وارزقني الغلظة والشدة على أعدائك، وأهل الدعارة١ والنفاق، من غير ظلم مني لهم، ولا اعتداء عليهم، اللهم إني شحيح، فسخني
١ الفجور.
1 / 213