181

Encyclopedia of Arab Speeches in the Glorious Ages

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

Daabacaha

المكتبة العلمية بيروت

Goobta Daabacaadda

لبنان

Noocyada

واستشيروا القرآن، والزموا الجماعة، وليكن الإبرام بعد التشاور، والصفقة بعد طول التناظر، أي بلاد خرشنة١ إن الله سيفتح عليكم أقصاها كما فتح أدناها". "عيون الأخبار م ٢ ص ٢٣٣، والبيان والتبيين ٢: ٢١، والعقد الفريد ٢: ١٣١، وصبح الأعشى ١: ٢١٣، وزهر الآداب ١: ٣٩".

١ خرشنة: بلد بالروم، والمراد بلاد الروم.

٤٠- خطبة له: وخطب أيضًا فقال: "الحمد لله، أحمده، وأستعينه، وأستغفره، وأومن به، وأتوكل عليه، وأستهدي الله بالهدى، وأعوذ به من الضلالة والردى، ومن الشك والعمى، من يهد الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، يعز من يشاء، ويذل من يشاء بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، إلى الناس كافة، رحمة لهم، وحجة عليهم والناس حييئذ على شر حال في ظلمات الجاهلية، دينهم بدعة، ودعوتهم فرية؛ فأعز الله الدين بمحمد ﷺ، وألف بين قلوبكم أيها المؤمنون، فأصبحتم بنعمته إخوانًا، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون؛ فأطيعوا الله ورسوله، فإنه قال ﷿: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾ [النساء: ٨٠] . أما بعد أيها الناس: إني أوصيكم بتقوى الله العظيم في كل أمر، وعلى كل حال، ولزوم الحق فيما أحببتم وكرهتم، فإنه ليس فيما دون الصدق من الحديث خير، من يكذب

1 / 184