المطلب الأول
التَّحْذِير من الْوُقُوعِ في شِبَاك الشُّبُهَات
قبل الحديث عن التحذير من الوقوع في الشُّبُهَات يَجْدُر بي أن أُعَرِّفَ بالشُّبْهَة لغةً، واصطلاحًا.
فالشُّبْهَة في اللغة هي: الالتباس والاختلاط، وشُبِّهَ عليه الأَمْرُ تَشْبيهًا: لُبِّسَ عليه، وجمعها شُبَه وشُبُهات (١).
وفي الاصطلاح: التباس الحق بالباطل واختلاطه حتى لا يتبيَّن (٢)، وقال بعضهم: هي ما يشبه الثابت وليس بثابت (٣)، وقد عرفها ابن القيم (٤) ﵀ فقال: "الشُّبْهَة: وَارِد يرد على الْقلب يحول بَينه وَبَين انكشاف الحق" (٥).
والشُّبُهَات أحد نوعي الفتن التي ترد على القلوب؛ لأن القلب ترد عليه فتنتان: فتنة الشُّبْهَة، وفتنة الشهوة، وفتنة الشُّبْهَة أخطر؛ لأنها إذا تمكنت في القلب قلَّ أن ينجو منها أحد؛ وفي ذلك يقول ابن القيم ﵀: "الْقلب يتوارده