Duties and Rights of Workers in Islamic Law Compared with Palestinian Labor Law

Samir Alawadeh d. Unknown
80

Duties and Rights of Workers in Islamic Law Compared with Palestinian Labor Law

واجبات العمال وحقوقهم في الشريعة الإسلامية مقارنة مع قانون العمل الفلسطيني

Daabacaha

جامعة القدس

Noocyada

المطلب الثاني إحسان معاملة عملاء صاحب العمل جاء الأمر بالإحسان من الله تعالى لجميع الكائنات، حيث قال الله ﷾: ﴿وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (١)، وحيث فسّر العلماء إحسان العبد معاملته مع الله ﷾ ومع سائر المخلوقات، وهذا معنى قول الرسول ﷺ:" إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق" (٢). والأمر بالإحسان يشمل القريب والبعيد، والمسلم والكافر، والمؤمن والعاصي، حتى وصل الأمر بالإحسان للبهائم حينما قال رسول الله ﷺ:" إن الله ﷿ كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا الِقتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبح، وليحدّ أحدكم إذا ذبح شفرته فليُرح ذبيحته" (٣)، وتحت هذه التوجيهات يندرج وجوب الإحسان إلى أصحاب العمل والزملاء فيه، بالإضافة إلى الإحسان إلى عملاء صاحب العمل (الزبون) (٤) لقول الرسول ﷺ:" خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه" (٥)، وقيمة كل امرئ ما يحسنه من الأعمال، كما يُنسب الشخص إلى ما يعمله من الأعمال الحسنة، وأيضًا من فطرة البشر أنهم يتقرّبون إلى الأشخاص الذين يحسنون لهم. قد جاء أمر الله ﷾ بالإحسان في قوله: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ (٦)، ويدخل في ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويوضح ذلك قول الرسول ﷺ:"لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق" (٧)، ومن مجالات الرفق مع المتعاملين أو مراجعة المنشأة الحثّ العام على التبسّم في وجوههم؛ لأن الهدي النبوي يحثّ على ذلك كما قال النبي ﷺ:" المؤمن يألف ويؤلَف، ولا خير فيمن لا

(١) سورة البقرة، آية رقم ١٩٥. (٢) رواه البخاري في الأدب المفرد برقم (٢٧٣)، وقال عنه الألباني: حديث صحيح متصل من وجوه صحاح، الألباني، سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج١، ص ١١٢، برقم (٤٥). (٣) سبق تخريجه صفحة ٤٢. (٤) المشتري من تاجر، الفيومي، أحمد بن محمد، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي، ج١، ص٢٦٩، بدون رقم طبعة، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر. (٥) رواه الترمذي في سننه، ص ٤٤٣، برقم (١٩٤٤) وقال عنه: حديث حسن غريب. أحمد بن حنبل، المسند، تحقيق شعيب الأرنؤوط ومحمد نعيم العرقسوسي وإبراهيم الزيبق، وقال عنه: صحيح على شرط مسلم، ج١١، ص ١٢٦، برقم (٦٥٦٦) ط٢، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان. (٦) سورة البقرة، آية ٨٣. (٧) مسلم، صحيح مسلم، كتاب البرّ، باب استحباب طلاقة الوجه، ص ١١٠٠، برقم (٢٦٢٦).

1 / 66