300

Dustur Culama

دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون

Daabacaha

دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت

Lambarka Daabacaadda

الأولى، 1421هـ - 2000م

Noocyada

Qaamuus

إلى الجزء الثاني في الخيال قبل أن يزول نسبته إلى الجزء الأول عنه يتخيل أمر ممتد ينطبق على المسافة كما يحصل من القطرات النازلة والشعلة الجوالة أمر ممتد في الحسن المشترك فيرى لذلك خطا أو دائرة - والحركة بهذا المعنى لا وجود لها إلا في التوهم لأن المتحرك ما لم يصل إلى المنتهى لم يوجد الحركة بتمامها وإذا وصل فقط انقطعت الحركة فالحركة بمعنى القطع أمر ممتد غير قار الأجزاء حاصل في الخيال بسيلان الحركة بمعنى التوسط.

ثم اعلم أن في وجود الحركة اختلافا ذهب بعضهم إلى أن الحركة موجودة بالبداهة. وعبارة الطوسي في التجريد تنظر إلى هذا حيث قال وجودها ضروري. وبعضهم ذهب إلى أنها ليست موجودة إذ لو كان لها وجود لكان في أحد الأزمنة الثلاثة والتالي باطل فالمقدم مثله إما الملازمة فظاهرة. وإما بطلان التالي فلأن الموجود منها ليس ما في الماضي ولا في المستقبل وذلك ظاهر ولا في الحال لوجوب كونه منقسما إذ لو كان غير منقسم لكانت المسافة المطابقة له أيضا كذلك ويلزم منه الجزء الذي لا يتجزئ وإذا انقسم فيكون بعضه ماضيا وبعضه مستقبلا وهما معدومان فإذن لا وجود للحركة أصلا.

وأجاب الشيخ عن هذا الاستدلال بأن الحركة الحاضرة وإن كانت منقسمة لكن انقسامها بالقوة لا بالفعل إذ انقسامها إنما هو بالعرض لأنه تابع لانقسام المسافة والزمان وانقسام هذين الأمرين بالقوة لا بالفعل.

ولا يخفى أن الكلام المنقول عن أرسطو كالمحاكمة بين القولين.

وتحقيق الحق من المذهبين أن الحركة إن أريد منها ما هو بمعنى القطع فالحق ما ذكره النافون لوجودها - وإن أريد منها ما هو بمعنى التوسط - فالحق ما نقل عن القائلين بوجودها.

الحركة في الكيف: هي انتقال الجسم من كيفية إلى كيفية أخرى على التدريج مع بقاء الصورة النوعية كتسخن الماء وتبرده وتسمى هذه الحركة استحالة أيضا لانتقال الجسم من حال إلى حال. وإنما قلنا مع بقاء الصورة النوعية إذ لو زالت هذه الصورة المائية إلى الهوائية بالتسخن أو إلى الأرضية بالتبرد كان هناك أيضا انتقال من كيفية إلى كيفية أخرى ولكن لا يطلق عليه الحركة لكونه دفعيا بل يطلق عليه الكون والفساد.

الحركة الأينية: هي انتقال الجسم من أين إلى أين على سبيل التدريج ويسمى نقلة على وزن شعلة أيضا للنقل من أين إلى أين وهذا هو الذي يطلق عليه الحركة في العرف العام. وقيل هي انتقال الجسم من مكان إلى مكان تدريجا. ولا يخفى ما فيه من المسامحة إذ الانتقال من مكان إلى مكان لازم للحركة الأينية وظاهر أنه غير محمول

Bogga 16