Dustur Culama
دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
Daabacaha
دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت
Lambarka Daabacaadda
الأولى، 1421هـ - 2000م
Noocyada
(كفتم اين جام جهان بين بتو كي داد حكيم ... كفت آن روز كه اين كنبد مينا ميكرد)
حيث لم يقل رحمه الله (كنبد مينا را موجود ميكرد يا كنبد مينا راكنبد مينا ميكرد) .
وأما الجعل المؤلف: فهو جعل الشيء شيئا وتصييره إياه. وأثره المترتب عليه هو مفاد الهيئة التركيبية الحملية ولا يتعلق بشيء واحد بل لا بد له من مجعول ومجعول إليه وهذا الجعل إنما يتعلق بصيرورته إياه. وقد تبين من هذا التحقيق أن الجعل البسيط متقدس عن شوائب الكثرة متعلق بذات الشيء فقط. وهذا هو التأخير الحقيقي في الشيء. والجعل المركب بالحقيقة تأثير في بعض أوصافه أعني كونه شيئا آخر وهو الموجود أو غيره. فإن قيل جعل الشيء وإخراجه من الليس إلى الايس هو جعله موجودا أي تأثير في بعض أوصافه وهو كونه موجودا فلا جعل إلا الجعل المركب. قلنا إن أثر الجعل البسيط وما يفيضه الجاعل بهذا الجعل ويبدعه أولا وبالذات هو نفس الماهية ثم يستتبع ذلك جعلا مؤلفا للموجودية مفاده حمل الوجود على المجعول وحمله عليه حيث يقال الظلمة موجودة والنور موجود لكن هذا الحمل والصدق ليس باستئناف إفاضة من الجاعل أو باقتضاء من الماهية الفائضة بل بنفس استيجاب ذلك الجعل المتقدس البسيط على سبيل الاستلزام والاستتباع. فالحصل أن تقرر الماهية وفعليتها وإن لم تنفك عن اقتران الوجود إلا في اعتبار العقل إلا أنها مستتبعة للموجودية والموجودية مسبوقة بها وفعلية تقرر الماهية بجعل الجاعل معيار صحة انتزاع الموجودية بالفعل ومناط صدق حمل الموجود فتأمل.
قال بعض الظانين أن الجعل المركب ينتهي إلى الجعل البسيط المتعلق بالضرورة أو الاتصاف أو لمفهوم ما فلا جعل إلا الجعل البسيط. وهذا بعيد بمراحل عن التحقيق إذ النسبة التي هي الصيرورة أو الاتصاف في هذا الجعل إنما هي ملحوظة من جهة إنها بين المجعول والمجعول إليه غير مستقلة بالمفهومية ورابطة بين الطرفين ومرآة لمخلوطية إحداهما بالأخرى من غير أن يتوجه الالتفات إليها برأسها ومفاده الهيئة التركيبية ولم يتعلق الجعل بها إلا بالعرض من تلك الحيثية لا من حيث نفسها وذاتها المتقررة في مرتبة تقرر الذات حتى يصير أثرا لجعل البسيط. نعم إذا لوحظت لا من تلك الحيثية بل على الاستقلال وبالالتفات من حيث إنها ماهية ما فانظر فإنهما حينئذ ليسا بمنظورين إلا بالعرض فأين متعلق الجعل المركب حتى يتعلق به فانقطع عرقه. وحينئذ يعود الحال إلى
Bogga 277