Dustur Culama
دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
Daabacaha
دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت
Lambarka Daabacaadda
الأولى، 1421هـ - 2000م
Noocyada
المتكلم وبين خبره أعني يضرب لتأكيد اللصوق بينهما كالواو المتوسط بين الصفة والموصوف لذلك أي لتأكيد اللصوق على ما جوزه صاحب الكشاف انتهى.
ووجه الدلالة أن العلامة التفتازاني لما قال أي صيرني الله الخ فعلم أن حاصل معناه صرت ويضرب المثل بي لهلاكي في محبتك فضمير المتكلم في المعنى فاعل صار أي اسمه وقوله بي متعلق بقوله يضرب ويضرب مع متعلقاته خبر صار وإنما احتيج إلى تأكيد اللصوق بين اسم صار وخبره لأن الاسم والخبر في باب أعطيت يكونان متباينين فيؤتى بالواو العاطفة بين اسمه وخبره تأكيد اللصوق بينهما دفعا لتوهم أنه من باب أعطيت فافهم واحفظ فإنه نافع هناك.
التوقان: الميلان والشوق المفرط مطلقا وغلب في غلبة الشهوة أي الباه خاصة.
التوافق: في التباين وعند علماء البديع هو مراعاة النظير.
التوفيق: جعل الله تعالى قول العبد وفعله موافقا لأمره ونهيه. والمشهور أنه جعل الأسباب نحو المطلوب الخير.
اعلم أن الزاهد في حواشيه على حواشي جلال العلماء على التهذيب جعل الخير ذاتيا للتوفيق داخلا في مفهومه. والفاضل المدقق ملا مرزاجان رحمه الله جعله من لوازم ذات التوفيق. وهذا هو الحق فمعنى كون الخير ذاتيا للتوفيق أنه لا ينفك عنه لا بمعنى أنه جزء من مفهومه كما يتبادر إلى الفهم فالمراد من الذاتي في قول الزاهد لامتناع تخلله بين الشيء وذاتياته للشيء المنسوب إلى الذات سواء كان عين الذات أو جزءه أو لازما غير منفك عنه أي معناه اللغوي لا الاصطلاحي. وعلى ما قررناه لا احتياج إلى التكلفات في جعل الخير ذاتيا له والانصاف أن قوله لأن الخير معتبر في مفهوم التوفيق يأبى عن هذا التوجيه وينادى على أنه ذاتي وجزء له. وقيل في توجيه الذاتية أن مفهوم التوفيق توجيه الأسباب نحو المطلوب الخير فالخير ذاتي وداخل في مفهومه.
ولا يخفى على سالك مسالك التحقيق وشارع مشارع التدقيق إن أخذ شيء في تعريف أمر لا يستلزم كونه ذاتيا له وداخلا فيه مطلقا.
ألا ترى أن الإنسان مأخوذ وفي تعريف اللفظ بما يتلفظ به الإنسان والغير مأخوذ في تعريف الأصل بما يبتني عليه غيره مع أنهما خارجان عن اللفظ والأصل فليس كل مأخوذ في تعريف شيء ذاتيا له داخلا فيه نعم إذا أريد بالمأخوذ المأخوذ بطريق حمله على المعرف أو وصفه للمحمول على المعرف فالكلية حينئذ صادقة لكن الخير في تعريف التوفيق ليس كذلك. وقيل إن التوفيق لا يستعمل في الشرع والعرف إلا في
Bogga 249