Dustur Culama
دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
Daabacaha
دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت
Lambarka Daabacaadda
الأولى، 1421هـ - 2000م
Noocyada
العارض يدل على تغاير المعروض من حيث إنه معروض. نعم ذات المعلوم من حيث هو في الصورتين أمر واحد لم يتجدد واستحالة أن يكون لشيء واحد صورتان في الذهن من جهتين ممنوع بل هو واقع وقوله: (والإذعان صفة ليس كذلك) أيضا ممنوع لأن الإذعان سواء أريد به صورة إذعانية أو حالة إدراكية نوع من صورة إدراكية أو حالة إدراكية فإنه يترتب عليه ما يترتب عليهما من الانكشاف ولو ترتب قبل ذلك هناك انكشافات عددية تصورية.
اعلم أن ها هنا ثلاث مقدمات أجمع عليها المحققون وتلقوها بالقبول والإذعان. ولم ينكر عنها أحد إلى الآن. الأولى: أن العلم والمعلوم متحدان بالذات. والثانية: أن التصور والتصديق نوعان مختلفان بالذات. والثالثة: أنه لا حجر في التصورات فيتعلق بكل شيء حتى يتعلق بنفسه بل بنقيضه وبالتصديق أيضا فيتوجه اعتراضان.
الاعتراض الأول: أن التصور والتصديق إذا تعلقا بشيء واحد ولا امتناع في هذا التعلق بحكم المقدمة الثالثة فيلزم اتحادهما نوعا بحكم المقدمة الأولى واللازم باطل لأن صيرورة الشيء الواحد نوعين مختلفين بالذات محال بالضرورة. وجوابه أنا لا نسلم أن التصديق علم لما مر من أنه كيفية إذعانية لا كيفية إدراكية حتى يكون علما فضلا عن أن يكون عين المعلوم فيتعلق التصور والتصديق بشيء واحد ولا يلزم اتحادهما لتوقفه على كون التصديق عين ذلك الشيء وهذه العينية موقوفة على كون التصديق علما. وإن سلمنا أن التصديق علم كما هو المشهور فنقول إن المقدمة الأولى مخصوصة بالعلم التصوري فالعلم التصديقي ليس عين المصدق به المعلوم.
والاعتراض الثاني: أن التصور إذا تعلق بالتصديق يلزم اتحادهما في الماهية النوعية بحكم المقدمة الأولى. وأجيب عنه بأن التصور المتعلق بالتصديق تصور خاص فاللازم ها هنا هو الاتحاد بينه وبين التصديق والتباين النوعي إنما هو بين التصور والتصديق المطلقين. ويمكن الجواب عنه بأن تعلق التصور بكل شيء لا يستلزم تعلقه بكل وجه فيجوز أن يمتنع تعلقه بحقيقة التصديق وكنهه ويجوز التعلق باعتبار وجهه ورسمه فإن حقيقة الواجب تعالى ممتنع تصوره بالكنه وإنما يجوز بالوجه وأن المعاني الحرفية يمتنع تصورها وحدها وإنما يجوز بعد ضم ضميمة إليها. وأجاب عنه الزاهد في حاشيته على الرسالة المعمولة في التصور والتصديق بقوله والذي يقتضيه النظر الصائب. والفكر الثاقب. هو أن الحقيقة الإدراكية زائدة على ما هو حاصل في الذهن كإطلاق الكاتب على الإنسان كما مرت إليه الإشارة فالتصور والتصديق قسمان لما هو علم حقيقة والعلم الذي هو عين المعلوم هو ما يصدق عليه العلم أي ما هو حاصل في الذهن انتهى. وها هنا جوابات أخر تركتها لتردد الخاطر الفاتر بعداوة العدوان. وفقدان الأعوان.
Bogga 212