Dustur Culama
دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
Daabacaha
دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت
Lambarka Daabacaadda
الأولى، 1421هـ - 2000م
Noocyada
فلما ثبت أن مذهب الشيخ ما ذكرنا فخروج البرهان الآني عن البرهان واضح غير محتاج إلى البرهان فالجواب من وجهين: أحدهما أن الشيخ قال إن العلم اليقيني بكل ما له سبب الخ ولم يقل إن العلم اليقيني بكل شيء سواء كان له سبب أو لا إنما يحصل من جهة العلم بسببه حتى يعلم انحصار حصول العلم اليقيني بكل شيء في الاستدلال بوجود العلة على وجود المعلول ويلزم انحصار البرهان في اللمي وخروج الآني عن البرهان. فيجوز حصول العلم اليقيني فيما له سبب بالبرهان الآني كيف لا فان الشيخ قال في الفصل المذكور أن الشيء إذا كان له سبب لم يتيقن إلا من سببه فإذا كان الأكبر للأصغر لا بسبب بل لذاته لكنه ليس بين الوجود له والأوسط كذلك للأصغر إلا أنه بين الوجود للأصغر ثم الأكبر بين الوجود للأوسط فينعقد برهان يقيني ويكون برهان أن ليس برهان لم انتهى.
فيعلم من ها هنا أنه إذا لم يكن لثبوت الحكم في الخارج سبب يمكن أن يقام عليه البرهان الآني مأخوذا من مسبب الحكم أو من أمر آخر. والشيخ مقربه من غير إنكار. والثاني: أن مراد الشيخ بالعلم اليقيني في هذه الدعوى هو العلم اليقيني الدائم كما يعلم من كلامه هناك. فالشيخ إنما يسلب من البرهان الآني اليقين الدائم وسلب اليقين الدائم لا ينافي اليقين في الجملة. والمعتبر في البرهان هو اليقين في الجملة فسلب اليقين الدائم لا ينافي البرهان فلا يلزم أن لا يكون الآني برهانا لجواز أن يكون الحاصل به اليقين في الجملة. فإن قلت لا نسلم أن البرهان الآني لا يفيد العلم اليقيني الدائم فإنا إذا رأينا صنعة علمنا ضرورة أن لها صانعا ولم يمكن أن يزول عنا هذا التصديق وهو استدلال بالمعلول على العلة قلنا لهذا السؤال وجهان: أحدهما: أن يؤخذ الموضوع جزئيا كقولك هذا البيت مصور وكل مصور فله مصور. وثانيهما: أن يؤخذ كليا كقولك كل جسم مؤلف وكل مؤلف فله مؤلف. والأول برهان أني غير مفيد لليقين الدائم لأن هذا البيت مما يفسد فيزول الاعتقاد الذي كان فإن الاعتقاد إنما يصح مع وجوده واليقين الدائم لا يزول وكلامنا في اليقين الدائم الكلي. والثاني برهان لمي مفيد لليقين الدائم الكلي كما مر. فإن قلت العلم بوجود العلة علة للعلم بوجود المعلول والأكذب اللمي وبالعكس وإلا كذب الآني وهو دور قلنا إنه يعلم وجود أحدهما ضرورة أو كسبا ثم يعلم أنه علة للآخر فيعلم وجوده.
ثم اعلم أن اللم هو العلة فقولهم لأن اللمية هو العلية لا يخلو عن حزازة لأن الياء في اللمية إما للمصدرية أو للنسبة فإن كان للمصدرية فمعناه السؤال بالمعنى
Bogga 162