Dustur Culama
دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
Daabacaha
دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت
Lambarka Daabacaadda
الأولى، 1421هـ - 2000م
Noocyada
واعلم أن الزاهد قال في حواشيه على الرسالة المعمولة في التصور والتصديق أن التصور الحقيقي هو تصور الشيء الذي كان وجوده النفس الأمري مصدقا به والطالب له ما الحقيقية فيجب أن يكون ذلك التصور متأخرا عن التصديق بوجود المتصور ولهذا قالوا مطلب ما البسيطة مقدمة على طلب ما الحقيقية. وقد سبق إلى بعض الأذهان أن المراد بالوجود ها هنا الوجود الخارجي. والحق على ما صرح به بعض الآجلة من المتأخرين أنه الوجود بحسب نفس الأمر مطلقا كيف والحدود والرسوم الحقيقية ليست مختصة بالموجود أي الخارجية إذا النظر الحكمي ليس مقصودا فيها انتهى.
ومطلب ما الحقيقية ينقسم إلى حدود حقيقية ورسوم حقيقية لأنه إن كان تصور الشيء الذي علم وجوده بالذاتيات فحد حقيقي وإلا فرسم حقيقي فإن قيل كيف يصح وقوع الرسوم في جواب ما الحقيقية والمشهور أنهم أجمعوا على انحصار جواب ما في الحد والجنس والنوع قلنا لأرباب المعقول في جواب كلمة ما اصطلاحان بحسب بابين وربما يختلف الاصطلاح بحسب البابين. ألا ترى أن لفظ الذاتي في باب ايساغوجي بمعنى ما ليس بخارج سواء كان جزء الماهية كالجنس والفصل أو تمام الماهية كالنوع. وفي باب موضوع العلم بمعنى ما يلحق الشيء لذاته أو لأمر يساويه كذلك كلمة ما في باب ايساغوجي منحصرة في طلب الجنس والفصل والنوع. وفي باب مطلق الحقيقية الموجودة لطلب تصور الشيء الذي علم وجوده سواء كان ذلك التصور بالذاتيات كلها أو بعضها أو بالعرضيات أو بالمركب منهما. وقيل إن وضعها وإن كان لطلب الذاتيات لكن الرسم يقع في جوابها اضطرارا أو توسعا أي تسامحا ومجازا أما الثاني فظاهر غير محتاج إلى الشرط. وأما الأول فحين اضطرار المجيب وعجزه عن الجواب إما لعدم العلم بالذاتيات أو لأنه لا يكون ثمة ذاتيات كالواجب تعالى ولهذا أجاب موسى [عليه السلام] بالرسم حين سأل فرعون بما هو وإلى هذا الجواب أشير في شرح الإشارات واختاره جلال العلماء في الحاشية القديمة. وحاصل الجواب أن ما الشارحة والحقيقية يقع في جوابها الرسم والتعريف اللفظي على سبيل التسامح أو الاضطرار. وإما بحسب الوضع والاصطلاح فلا يقع في جوابهما إلا الحد التام بحسب الاسم أو بحسب الحقيقة واعترض عليه ملا مرزاجان رحمه الله وحاصل اعتراضه أنا لا نسلم أن الرسم يقع في جوابها تسامحا أو اضطرارا والسندان التعريف لاسمي تعريف اصطلاحي إذ معلوم أنه ليس وظيفة اللغة ولا بد له من آلة يطلب بها وليس بين كلمات الاستفهام ما يصلح له سوى كلمة ما فينبغي أن يجوز وقوع الرسم في جواب ما هو اصطلاحا أيضا وينبغي أن يكون ذلك شائعا متعارفا لا على التسامح والاضطرار وأما هل فهي أيضا على ضربين بسيطة ومركبة وأما هل البسيطة فيطلب التصديق بوجود شيء في نفسه وذلك التصديق مطلب هل البسيطة وإنما تسمى بسيطة لطلبها تصديقا بسيطا فوق التصديقات. وأما هل
Bogga 124