Wadooyinka Ka Dib Casriga

Badr Din Mustafa d. 1450 AH
101

Wadooyinka Ka Dib Casriga

دروب ما بعد الحداثة

Noocyada

75

وقد ذكر دريدا مثال معبد إيسي في اليابان، والذي يتم تفكيكه وإعادة بنائه كلما مر عليه عشرون عاما، كمثال على هذا الانفتاح المعماري.

اليابان: معبد إيسي

Ise .

إن الأفكار النظرية التي نادى بها دريدا وجدت صداها القوي لدى بيتر آيزنمان. كان آيزنمان من أشهر معماريي الاتجاه التفكيكي، آمن بأفكار دريدا حول علاقة الميتافيزيقا بالمعمار. وقد رأى أن فلسفة الحضور قد تجسدت عبر مفهومين مزدوجين هما: الوحدة والأصل. هذه المفاهيم بالنسبة له ناجمة عن الرغبة والحنين لدى الإنسان لمعرفة من أين أتى وما هو موقعه في هذا العالم. لذا فالإنسان يحتل موقعا مركزيا ضمن إطار العمل المعماري. أما المفاهيم الأخرى مثل الجمال والوظيفة، فهي كلها خاضعة للبعد البشري الذي يعتبر الإنسان حقيقة الكون المركزية. بالإضافة لذلك رأى آيزنمان أن إنسان ما بعد الحداثة يتطور في عالم لا يحتوي نموذجا مثاليا موحدا بل متعددا ومقطعا. وانطلاقا من هذه الحقيقة رأى آيزنمان أن التساؤل الديني حول الأصل لم يعد متطابقا مع عصرنا ويجعل الإنتاج المعماري منغلقا في أفكار مسبقة كالمركز والنسق والتنظيم والوظيفة، وهي كلها تعمل على تساوي التعبيرات المعمارية.

76

من هنا رأى آيزنمان أن الهندسة الإقليدية والأفلاطونية لا يمكن أن تعبر وبسبب نقائها الجوهري عن حالة التعقيد والتقطيع التي تميز إنسان هذا العصر. لذا فلا بد من القيام بثورة على «العمارة الحديثة » بغية تفكيكها وإعادة بنائها من جديد وفقا لتلك المتغيرات. كتب آيزنمان قائلا: «الكتل الأفلاطونية التي عمل عليها لو كوربوزييه لم تعد مناسبة لفهم الظواهر الحالية. التناظر غير قادر على أن يتكلم عن علاقاتنا مع المحيط؛ إنها أشياء أصبحت من الماضي.»

77

ويرى آيزنمان أنه يجب التخلص من مفهوم الوحدة والأصل كيما تتحرر العمارة من الميتافيزيقا التقليدية، وهي «فلسفة الحضور» بمصطلح دريدا؛ وذلك لإسقاط النموذج الكلاسيكي للعمل المعماري. وسيغدو التفكيك عند آيزنمان بمثابة تمرد على كافة الصيغ التقليدية للتفكير ولفهم الأعمال المعمارية.

بيتر آيزنمان: مركز وكينسر للفنون.

Bog aan la aqoon