Durr Nazim
الدر النظيم
حرب عوان ليتني فيها جذع
أخب فيها تارة ثم أقع (1)
فقال له مالك: إنك كبرت وذهب علمك (2).
قال جابر: كان القوم قد كمنوا في شعاب الوادي ومضائقه، فما راعنا إلا كتائب الرجال، فانهزم بنو سليم وكانوا على المقدمة، وانهزم من ورائهم، وبقي علي (عليه السلام) ومعه الراية.
فقال مالك بن عوف: أروني محمد، فأروه محمدا (عليه السلام)، فحمل عليه فلقيه ابن عبيد وهو أيمن بن أم أيمن، فالتقيا فقتله مالك، وفي ذلك قال الشاعر:
وثوى امين الأمين من القوم
شهيدا فاعتاض قرة عين
فقال النبي (صلى الله عليه وآله) للعباس وكان جهوري الصوت: ناد في القوم وذكرهم العهد، يعني قوله: ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل (3).
فنادى يا أهل بيعة الشجرة الى أين تفرون؟ اذكروا العهد. والقوم على وجوههم، وذلك في أول ليلة من شوال.
قال: فنظر النبي (عليه السلام) الى الناس ببعض وجهه في الظلماء فأضاء كأنه القمر ليلة البدر، وكان علي بين الشعبين حتى لم يبق فيهما مقتول، وعاونه بعض الأنصار، فقام النبي (صلى الله عليه وآله) في ركاب سرجه حتى أشرف عليهم وقال: الآن حمى الوطيس (4):
أنا النبي لا كذب
أنا ابن عبد المطلب
فما زال المسلمون يقتلون المشركين ويأسرون منهم حتى ارتفع النهار، فأمر النبي (عليه السلام) بالكف (5).
قال الصادق (عليه السلام): سبى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم حنين أربعة آلاف من الذراري
Bogga 182